كنا وجارتي منذ عشرين عاما نتشارك في ألم الغربة ومشاكل الدراسة، صديقة تقية كريمة اليد والأخلاق مبتسمة، وتزيد ابتسامتها من جمالها الذي لم تدخله الملونات والأصباغ المزيفة من أدوات التجميل.
عائلتها تشد من أزرها لتذليل صعوبة الغربة والدراسة. كانت مؤمنة بأن العلم سلاح لكلا الطرفين النساء والرجال. كانت مجتهدة ولله الحمد حققت هدفها وحصلت على الماجستير. الأهل والحبايب يحيطون بها ولكن الرائعة التقية أم الدين والصلاة والتقى التي يلازمها «المسباح الذي بيدها»، هي الأم الرائعة التي بذلت قصارى جهدها في مساندة الأبناء للسعي نحو النجاح كل في تخصصه لعمل موفق وناجح. الكل يحيط الأم بالحب والاحترام وتلبية ما تأمر به وهذا من حق الأم عليهم وهذا شيء عظيم، وبرها من أوجب الواجبات، كما أن عقوقها من أكبر الكبائر، ولاسيما إذا كان في حال ضعفها ومرضها، قال تعالى: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) «الإسراء: 23».
وخدمة الأم ورعايتها واجبة على أولادها جميعا، إما أن يوفروا لها من تقوم بخدمتها، وإما أن يقوموا بخدمتها بأنفسهم، وهنا يأتي دور الابنة البارة بوالدتها، إنها هدى التي أكرمتني بحسن الضيافة تسألني كيف ترين والدتي. هل قمت بتوفير ما يريح بالها؟ وهل أديت الواجب كما يأمرني ديني وألف هل هلت عليه منها، نعم لقد رأيت بأم عيني مراعاتك لها في موعد الإطعام وموعد تناول الدواء مع توفير سستر تلازمها طول الوقت. لقد أديت الواجب بكل حب وتفان وإخلاص من قلب محبة لوالدتها والأم تستاهل أكثر.
وإن من أفضل الأعمال هو بر الأبناء، هدى كانت صادقة في طلب مرضاة ربها والفوز بالجنة، إنها كانت محبة وملتزمة بكل ما تأمرها الوالدة طيبة الخلق والدين. فعن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال:هل لك من أم؟ قال نعم، قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها».
هذا، ونوجه الأبناء والبنات إلى استغلال فرصة حياة الوالدين أو أحدهما بتكثيف العطاء لهما والبر بهما استدراكا لما عساه أن يكون قد فاتهم من قبل، أداء للواجب، وطمعا فيما عند الله من المغفرة، وأن يرقق قلوب أبنائهم عليهم إذا وصل بهم الحال إلى حال والديهم. قال الله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).
نعم أختي هدى، أحسنت بكل شيء انت وجميع إخوتك ولكن انت الملازمة لها في البيت والمسؤولة عن كل ما يحيط بها. جزاك الله خير الجزاء وكثر الله أمثالك، لك طول العمر ويخدمك أبناؤك.
إنها أختي من دولة قطر الشقيقة «هدى عبدالله النعيمي».