(هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) الموت ذلك المخلوق المرعب يهز كيان المحبين من الأهل والأحبة ويترك إحساسا بأن الزمن توقف وأن هول الخبر لا تصدقه الحواس البشرية.
والموت حق على جميع المخلوقات من إنس وجن وملائكة وسائر المخلوقات الأخرى، ومهما طال الزمن أو قصر فلا بد لنا من ولوج بوابة الموت، والموت مصيبة وأي مصيبة، سماه الله مصيبة قال تعالى: (فأصابتكم مصيبة الموت).
الموت لا يعرفك ولا يجاملك، يأتيك دونما إنذار في بعض الأوقات، حادث أو مرض وتعددت الأسباب، فالموت كأس والكل شاربه والقبر باب والكل داخله.
اللهم ارحم من تساوت عندهم الأوقات، فلا شمس تشرق عليهم ولا قمر ينير ظلمتهم، اللهم آنس وحشتهم وأنر لهم قبورهم واجعلهم في الفردوس ينعمون، يا الله، ما أعظمك من أمّ لقد حلت بركتك وطبيعتك السمحة في هؤلاء الأبناء - من بنين وبنات أخذوا من طيب طبعك وأخلاقك الكريمة الكثير فيكفي أن لهم عرقا يربطهم بك، أم رائعة بكل ما تحمل المعاني الجميلة - لقد منحك الله الصبر والحلم والتحمل، وجملة الحمد لله لم تفارق وجهك الباسم السمح تحملت أنواعا شتى من الألم وابتسمت بوجوه أحبتك والألم وجد له في جسدك الطيب مكانا يؤلمك، ولكن صبرك يوزع على كل الأحبة خوفا عليهم. أم حمد صبرك وحنانك لأحبتك كان يخفي أوجاعك الكثيرة فسبحان الله كان الحمد والمنة للخالق على ما قدر وكتب لك من ألم، رحمك الله برحمته.
ما أجملك! لم أذكر في حياتي منذ أن عرفتك أن سمعت صوتك مرتفعا، لم أسمع منك قط كلمة سوء في الآخرين، بالله ما أعظمك لم تنالي نصيبا من التعليم، ولكنك مدرسة لا يباريها أحد في ما تكنزينه من قدرات مثلت القدوة لأبنائك وبناتك الذين يدينون لك ولوالدهم- رحمه الله - فيما يملكونه من سمعة ومحبة ورفعة في محيطهم، تعلموا الأدب والأخلاق الحسنة ومحبة الناس من خلالك.
حبيبتي الغالية أم حمد ما أعظمك ككل الأمهات، لقد فقدت أرجلك ولكن ما زادك ذلك الا صبرا وحلما وخلقا لعلها المصادفة أن يزيدك فقد ساقيك الدعاء لله بأن يمن على من يحيط بك ومن يعرفك بالصحة والعافية. أم حمد محبة للجميع قلب عامر بالحب للصغير والكبير لا تظن بالآخرين إلا خيرا، ولا تتردد في مد يد العون لكل من سأل.
نرجو من الله لفاطمة الفهد (أم حمد) الفوز والرضوان والجنة، التي عرضها السموات والأرض، أعدت للمتقين، وأن تكون مع الفائزين بالفردوس الأعلى.. وأن تكون ممن رضي الله عنهم وأرضاهم، وأثابها بما يثيب عباده المخلصين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن يجعل في ذريتها خير خلف لخير سلف. صبرا جميلا أحبتها وذريتها وسيستمر الدعاء لها طول العمر.