لماذا كثر الفساد بهذا الوطن الطيب الذي جُبل على الصدق والثقة؟ شعب تمسك بالدين والقرآن الكريم عرف الصواب فتبعه وتجنب الشبهات وأبتعد عنها، هذا ما كان عليه مجتمع وطني الحبيب الكويت قديما. ولكن ما نراه اليوم يدمي القلب ويفسد العقل فلقد كثر الفساد ومنه اللهو واللعب وأخذ المال ظلما من دون وجه حق، مما يجعل فئة من البشر عديمي الضمير ينعمون بما ليس لهم من مال وسلطه تؤثر على البقية التي تخشى الله.
هناك عدة انواع من الفساد أشدها سوءا الفساد السياسي وهو إساءة استخدام السلطة العامة واستخدامها بصورة غير مشروعة كالرشوه، والابتزاز، والمحسوبية، والاختلاس.
وهناك جرائم الشركات أو الجرائم الاقتصادية في انحرافات (مالية أو إدارية) ومخالفة القواعد والأحكام المالية التي تنظم سير العمل الإداري والمالي في المؤسسة، كما ان الفساد الأخلاقي له دور كبير في فساد المجتمع من عدة جوانب.
هناك شرفاء في هذا الوطن وقلبهم عليه يحاولون محاربة هذه الآفة المدمرة للوطن، ولكن «الثائر لأجل مجتمع جاهل هو شخص أضرم النيران بجسده كي يضيء الطريق لشخص ضرير». هكذا وجدنا شعبنا لا يتكلم عن المفسدين.. الذين نهبوا البلاد والعباد.. وبقي الشعب فقط لقلقة لسان.. ولم يضعوا حدا للمفسدين.. بسبب حبهم للدنيا وعدم الاهتمام بالوطن ومصالحهم فأصبحوا ليس لهم اي اعتراض على اي شيء سلبي.
يقال ان هناك رجلا يدعي أنه معتوه، من احدى الدول التي كثر فيها الفقر والفساد، كان صاحب مال عظيم، أخذ مبلغا كبيرا جدا من المال ورش عليه سما قاتلا وتبرع به «كاش» في بلده، للعمل الإنساني، كي يوزع على المحتاجين والفقراء. ولكن بعدها مات محافظ المدينة وعشرون نائباو وخمسة مديري مكاتب، وسبعة من عمداء البلد، وزوجة المدير العام، ولم يصب أحد من المحتاجين والفقراء بأذى!
حقيقة مؤلمة حين نرى ونسمع عن المفسد الذي يأكل المال الحرام انه ذكي وشاطر ويقتنص الفرص، ونسوا ان ديننا العظيم في صدر الاسلام «سهلوا الحلال فأصبح الحرام صعبا»، وفي زمننا هذا «صعبوا الحلال فأصبح الحرام سهلا»!، الله يستر على بلدنا الغالي، ويصحي المفسدين من غفلتهم، والله الحافظ، وهو خير الحافظين.
اتقوا الله في هذا الوطن الغالي الذي يحسدنا عليه كثير من الامم، حافظوا عليه والله يحفظنا معكم.