حبيبي شتبي أجيب لك؟
ماما أبي عصير. وبعد بيض وسمبوسة وجبنة ولبنة. وبعد فول. وخبر وكرواساه.
اليوم الثلاثاء المطار القديم خفيف الدم المليء بالحركة والبركة الذي يجمع كل ما تريد من شركات وبنوك واستراحات وبخور وعطور تملأ الممر وليس المطار الذي يحمل رقم 4 ثقيل الدم الذي بني دون إحساس عاطفي الذي يفتقر لكثير من أحلامنا، ما علينا المهم.
في الاستراحة للضيوف الطاولة القريبة لي تضم ماما وولدها الغثيث الذي لا يأكل بفمه بل بعينه والأم لا ترفض له طلبا، لا شعوريا التفتّ إليها بكل أدب بعد أن عرفت اسم الولد من كثر ما تناديه الأم سائلة بعد ماذا تريد؟ وقلت لها الطاولة عامرة بكل أصناف الطعام ولا أظن انه سيتناوله لماذا لم تحضري له ما سيأكله ومن ثمّ نوع آخر إذا أراد أو إذا كان في معدته متسع من الجوع، تبسمت لي وقالت يأكل اللي يشتهي والي مايبيه يخليه.
سكتّ وفي داخلي ألم من سوء التربية والقناعة التي تعلم من الوالدين.
أعلن عن موعد إقلاع الطائرة والولد المدلل وأمه لم يكملا طبقا واحدا مما رصّ على الطاولة. لو كان ما صفته بمبلغ يدفع لما كان هذا الحال ولكن بوفيه وانتقت ما لم تأكله والباقي لسلة المهملات للأسف الشديد.
لم يحترم البوفيه وما عليه انه باق كرر أخذ ما تريد ولكن ليس بهذه الطريقة.
إن الأسلوب الأمثل في التربية هو تربية وتهذيب واحترام لما هو مجاني وبلا مقابل كونك من الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال وليس من الذوق والناس تنظر إليك مستغربة هذا الوضع المشين من غرف جميع أنواع الطعام للولد الذي يحتاج هو ومن معه إلى تربية خاصة، تربية تعلم ان ما لم يؤكل سيرمي بسلة المهملات ولتتذكر ان هناك أناسا يتمنون اللقمة التي تسد الرمق.
اتقوا الله في الزيادة بالطعام وتأكدوا أن البوفيه في أي مكان فرح، عزيمة، استراحة، وجد لمن يتذوق الطعام وليس من يكدسه.
أحبتي لنحمد الله على النعم التي لا تعد ولا تحصى من خيرات الله علينا في الوطن ونأكل ما نشتهي خارجه ولدينا الإمكانية بذلك.
نعمة يجب ان نشكر الله عليها ونحفظها.
حفظكم الله واطعمنا معكم من ثمار الجنة ولكم أن تعلموا أطفالكم المدللين حسن استخدام الطعام.