مما لا شك فيه أن العمل من أهم الأمور التي يجب على الإنسان القيام بها، حتى يتمكن من العيش وكسب الرزق، فقد خلق الله تعالى الإنسان لعمارة الأرض والسعي فيها، ويجب على الإنسان الاستفادة من كل الموارد الطبيعية التي خلقها الله تعالى لخدمة البشرية، ولن يستطيع أن يقوم بذلك دون أن يعمل ويبذل المجهود بمختلف أنواعه، سواء كان فكريا أو بدنيا حتى يقضي حوائجه ويتغلب على الظروف الصعبة التي قد تواجهه، وخاصة في الوقت الحاضر.
كثير من الرجال أصحاب شأن ومراكز مرموقة وصلوا إلى تحقيق الآمال والأحلام بالجد والاجتهاد وتحدي الصعاب كي يصل إلى الهدف الذي يتمناه.
كثير منهم بدأ من الصفر والله تعالى يبارك العمل المخلص ويجزي صاحبه خير الجزاء.
والبعض الآخر ينشأ من عائلة لها من الثراء وكثير من النعم لكنه يسعى جاهدا ليحقق هدفا أصعب ويشق طريقا ليس بالسهل ولكن التحدي والإصرار يخلق القوة.
طفل في السابعة من عمره أحب عائلة كويتية منذ قرابة 40 سنة لازمهم كالظل كي يتعلم اللغة العربية التي عشق أحرفها ومعانيها، ألا وهي لغة القرآن الكريم، هذه العائلة الكريمة من أوائل من كان يقضي الشهور الصيفية في إسطنبول دولة مسلمة تسمع فيها صوت الأذان في المساجد الكثيرة التي تهز الوجدان بحي على الصلاة وحي على الفلاح.
هذا الصبي الذي لا يتجاوز عمره السابعة أحب هذه العائلة وبدورها احتضنته وعشق اللغة وأصبح يتعلم منهم، يزيد ويعيد الأحرف ويقرأ القرآن ويستمع له يقوي لغته بنفسه دون معلم يسعى لخدمتهم دون مقابل فقط كان أجره اتقان اللغة ومعرفة معانيها فهو من عائلة ميسورة الحال، اليوم التقي معه يحدثني بفرح وسعادة باللغة العربية، ويشكر عائلة (النمش) التي أحبته وأحبها ومازال الوصل بينهم مستمرا.
اليوم هو من رجال الأعمال المميزين مع جميع الدول الخليجية والعربية يحدثهم باللغة التي أحبها ويحب أهلها يعمل ببيع العقار بذمة وضمير وله زبائن من دول الخليج يثقون به لأمانته ولحبه لهم، كريم بعطائه يضيف كل من يتعامل معه بصدق وشفافية، تمني بإصرار أن يتحدث باللغة العربية ووصل إلى تحقيق الحلم.
وفق الله مساعيه ومسعى كل مجتهد لك خالص التحية من الذين أحببتهم وسعيت لخدمتهم، تحية إلى خليل إبراهيم ديمرهان من تركيا الجميلة، وكثر الله أمثاله ورفع قدر هذه اللغة الجميلة التي فتحت له أبواب التعامل مع كثير من الخليجيين والعرب، وهو يستاهل كل خير.