تأملوا أحبتي كلام علام الغيوب، ما أجمل التمعن في كلام الله وما أجمل معانيه، كلمات القرآن تسعد النفس البشرية عند معرفة معانيها الجميلة.
لله الحمد والمنة خلقنا مسلمين ومن فضل الله علينا ونعمه التي لا تعد ولا تحسب معرفة معاني القرآن، وعند البحث في أي أمر دنيوي تجد له حلا في كتاب الله. من نعمه، نعمة البصر لترى ما يحيط بك وتغضها عما حرم الله، فإذا أبصرت خيرا فسيعود الخير لك قال تعالى: (فمن أبصر فلنفسه).
كما أن العمل عبادة يجني الفرد المكسب الحلال المبارك فيه لأن الحلال يربو والحرام يذهب هو وأهله والعياذ بالله وهنا تأتي الآية (من عمل صالحا فلنفسه) وهنا يأتي شكر بني آدم لربه على الصحة والأمن والأمان وتحقيق الأحلام التي يتمناها كل فرد وتأتي الآية الكريمة (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه).
وها نحن بعد شهر رمضان أعاده الله علينا وعليكم بموفور الصحة والأمن والأمان للوطن وصاحب السمو وكل مخلص لهذا الوطن. الزكاة والصدقات وزعت وفرحت القلوب القانعة التي تأكل الحلال الطيب، وأما المال الحرام فيذهب هو وأهله (ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه).
ويأتي الجهاد، وجهاد النفس هو أصعب مراحل الحياة فإن النفس البشرية يوسوس لها إبليس، لذا علينا أن نصرعه بالتمسك بالقرآن الكريم وما يحتوي عليه من شد أزر المسلم بكلماته (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه).
كما أن الهداية تأتي من يرغب فيها فيعينه الله على الهداية وسلك الدرب القويم، ان الهداية لنفسك البشرية نعمة من نعم الله، فعند تحكيم العقل والبصر والبصيرة في عمل كل ما يقربك إلى الله، فما أجملها من هداية (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه).
أما البخيل فإنه يبخل على نفسه، والكرم يرفع صاحبه إلى أعلى الدرجات، والكريم حبيب الله، ولله الحمد بلدي بلد الكرم واليد السخية داخل الوطن وخارجه. كثر الله أهل الكرم، وهدى الله البخلاء (ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه).
إن الوفاء صفة النبلاء وهي من الصفات التي تحبب الناس بعضهم ببعض، أما من ينكث بالوعد فحسابه عند ربه ويسقط من عين الأوفياء (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه).
من يتحدث كذبا أو بنقل معلومات خاطئة أو ينقل كلاما لا يمت للحقيقة بشيء فإنه آثم قلبه (ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه).
من الآيات السابقة نتعرف على المسؤولية الفردية وتحمل نتائجها في أوضح صورة وأقوى عبارة في تأكيدها نجاتك يوم القيامة مشروع شخصي.
لن تعذر بتقصير الناس وانحراف المشاهير والمغمورين وخذلان الأقربين والأبعدين.
دنياك اختبار واختيار لك وحدك.
فاعمل لنفسك واجتهد لنجاتها ولو استطاب كل الناس التقصير والقعود. رمضان سيعود وندعو الله أن يعيده علينا أعواما وأعواما والله يتقبل طاعتكم لا تهجروا القرآن وتدبروا معانيه فإنه شفاء لما في النفوس وسعادة داخلية رائعة تحس بها عندما يكون القرآن جليسك وأسلوب حياتك بكل عمل. أسعدكم الله ومن عواده.