اتخذ مرشحو مجلس الأمة للظفر بالمقعد البرلماني في الانتخابات التي وضع لها الخامس من ديسمبر المقبل موعدا لحسم المقاعد الخمسين، اتخذوا الصحف ومحطات التلفزة الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ميدانا لصولاتهم وجولاتهم الانتخابية، بعدما منع «الفيروس الصغير» إقامة المقار والندوات الانتخابية، وفرق الجماعات والتجمعات، وكتم على أنفاس «الميكرفونات».
وقد تقاسم أغلب المرشحين، كل وفق اجتهاده وثقافته والجموع التي يخاطبها ويطلب صوتها، مفردات بعينها مثل الوطن والمواطنة والحقوق والمكتسبات والدستور والمال العام، ليجعلوا منها شعارا لهم بطرائقهم المتنوعة، لاستمالة الناخب والفوز بـ«الصوت الذهبي» الضامن للحصانة والمكانة معا، والناخب في كل دائرة من الدوائر الخمس يمحص رأيه ويقلب وجهته، هناك من اتبع معطياته وقناعاته الخاصة سلفا، فحسم أمره ورأيه بقرار لا يحتمل التفكير معه في مرشح آخر، وهناك - وهم الأغلبية الشعبية - من لايزال يقلب آراءه يمنة ويسرة، ويدرس الرؤى لمرشحي دائرته، ويقارنها بالأفكار والنهج، ويستذكر الأفعال، وهو بين هذا وذلك في رحلة شاقة بحثا عن الأفضل، ليس له ولأسرته فحسب، بل للوطن بكل تفاصيله الكبيرة وذلك ما يزيد من مشقته وعنائه.
الناخب الذي يضع ببعد نظر مطلوب مستقبل أبنائه ووطنه، تجده لا يلتفت للشعارات والكلمات المنمقة، و«العبارات الملتهبة» التي يطلقها متلقفو صوته، فكلهم متشابهون بمفرداتهم لديه، تجده هادئا ومنهمكا في البحث بذات الوقت، عن مصداقية الكلمة، والسيرة العطرة، ومنهجية العمل التي يستشرفها في هذا المرشح أو ذاك، ومسؤولية الموقف التي ينتظرها من النائب حينما يتطلب الأمر، وبما يمكنه من تحقيق أولويات الوطن ثم المواطن، وهو في حيرته كمن يطلب المستحيل، لكنها الأمانة الثقيلة التي ناءت بحملها الجبال الراسيات فحملها الإنسان.
الخامس من ديسمبر المقبل يوم مشرق آخر في حياة الكويت المديدة، تطل بوجهها المشرق على العالم، متحضرة أنيقة تباهي بديموقراطيتها الناشئة عديد الدول العتيدة، والمسؤولية في ذلك اليوم ستكون رهن بقرارك أنت أيها المواطن البسيط، فورقة الانتخاب ما هي إلا تعبير عن رأيك، وثقتك ورؤيتك، وليكن القرار بألف شعار، لأن «الصوت» للكويت أولا، وليس لمرشح قد يصبح مشرعا غدا.
[email protected]