لم يمر يوم أو ساعة إلا وأسمع وأقرأ عن تبرعات بلدنا العزيز للمجتمع الدولي فهي تعرف بلقب «العطاء» لأنه يمد يد العطاء للبعيد قبل القريب، للغريب قبل الشقيق، للمسلم وغير المسلم، فالكويت دائما سباقة في الخير وتقدم المساعدات في المشاريع الإنسانية والمعمارية والثقافية، فيدها تمتد بطول وعرض الكرة الأرضية تمتد شرقا وغربا، شمالا وجنوبا وأؤمن بأنه ليس في ذلك عيب، فنحن نعمل بما يوصينا به ديننا الكريم، ولكني أهمس في أذن أهل الخير ورجال الحكومة أن تمتد يد العطاء إلى إصلاح ديرتنا أولا.
لقد ساهمت الكويت في بناء أكبر المستشفيات وأفخم المدارس فضلا عن ترميم المتاحف والتبرع بالأموال هنا وهناك. فليس من المقبول أن نقيم المدارس الفخمة خارج البلاد ومدارسنا في الداخل تحتاج إلى من يشفق عليها ويعطف عليها ويلبسها حلة جديدة وعلى رأي المثل الشعبي «اللي يحتاجه بيتك يحرم على الجامع» فهل يعقل أن نبعث بشبابنا وبناتنا إلى الخارج للالتحاق بالجامعات الأجنبية والعربية ونحن نملأ جامعاتنا بالوافدين بحجة أنهم لم يأتوا بدرجات تؤهلهم إلى الجامعة التي تقام على أرضهم، أليس من الأحرى أن ننشئ جامعات على كل المستويات وفي النهاية بعد الغربة عن الوطن من أجل الالتحاق بهذه الجامعات نسمع من يقول هذه الشهادات غير معترف بها، أريد أن أعرف أي ذنب اقترفه أبناؤنا حتى يكون هذا مصيرهم أليس من الإنسانية أن يكون خير الأرض لأصحاب الأرض، أليس في كل هذا إهدار للمال العام وإهدار للشباب الذين هم بناة الوطن.
أرجو إلقاء نظرة واحدة على مستشفياتنا يا مسؤولينا وحينها ستصدقون القول والرأي، فمستشفياتنا يرثى لها ومواطنونا أمامها بالطوابير والآخرون على قائمة الانتظار والأطباء من أقل الكفاءات، مما يدفع المواطنين إلى الذهاب إلى المستشفيات الخاصة والسفر للعلاج بالخارج ويتحمل مواطنونا وتتحمل الدولة الكثير من الأموال.
فلماذا لا نولي مستشفياتنا الاهتمام ونأتي بأكفأ الأطباء فيتحقق ما يطلبه المواطن داخل مستشفيات بلادة، لماذا لم نبن كما بنينا للغير المستشفيات، إذا حققنا ذلك بعدها نمد يد العون والعطاء لكل أهل الأرض ولا نمانع في ذلك أبدا. فقد تعودت ايدينا على العطاء ولكن بلدنا ومواطنينا أولا يا أهل الخير، لماذا نصب الأمور على المواطن؟ فهل من الإنسانية أن نجعل الأولوية للخارج؟ أتكلم بكل صراحة هل نشعر بالرضا ونحن خيرنا لغيرنا ونبقى صامتين؟
الكويت يا مسؤولينا تحتاج منا الكثير تحتاج العمل من أجلها ومن أجل أبنائها. فمن المؤسف أن تكون مواقف الباصات كالهياكل وبعض المباني كأنها للأشباح ومكب للنفايات والله أعلم بما يدور بداخلها.
ونهاية أقول وما أنا إلا مواطنة حرة تعشق تراب وطنها ولا أملك شيئا غير هذا القلم الذي أعتبره سلاحا وحروفه طلقات تقتل الإهمال تجاه الوطن والمواطن، هذا القلم الذي يقطر أسى وحزنا على التفريط والإهدار لحقوق وأموال أهل البلاد، هل من مستمع؟ هل من مجيب؟
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.. وهذا حقا نبض الشارع.
[email protected]