نعترف جميعا أن مصر رائدة في أشياء كثيرة، رائدة للعروبة، ورائدة للثقافة والعلوم، وبكل تأكيد هي رائدة الفن الأولى في الوطن العربي، فمنذ زمن بعيد ونحن نعشق الفن المصري بكل أشكاله وألوانه وتربينا على مشاهدة الأفلام المصرية وأحببناها كثيرا ولم أتردد ولو مرة واحدة عند زيارة مصر في الذهاب إلى السينما المصرية ومشاهدة عدد من الأفلام المصرية التي نعشقها ونعشق ممثليها.
ولكني منذ عدة أيام بعد انتهاء العام الدراسي ذهبت إلى أحد محلات الفيديو واشتريت عدة أفلام مصرية حتى يشاهدها أبنائي أثناء العطلة، ومن سوء الحظ أن وقعت يدي على أفلام «صاحب صاحبه» و«عندليب الدقي» للفنان المصري محمد هنيدي بالإضافة إلى فيلمي «الريس عمر حرب» و«كباريه» وعندما شاهدنا هذه الأفلام بدأت تساؤلات أبنائي لي وكان أولها: هل حقا نحن الخليجيين كويتيين وسعوديين وإماراتيين بهذه الصورة التي تشبهنا بها هذه الأفلام؟ وهل نحن بهذه الصورة في نظر الإعلام العربي؟ حزنت كثيرا لأسئلة أبنائي وأثبت لهم أن هذه الأفلام لا تعكس الصورة الحقيقية لأبناء الخليج وإنما هي صورة لفئة قليلة سيئة وضعت الخليج في هذا المنظر السيئ، ولكني أعيب كثيرا على السينما المصرية التي أصبحت تبحث عن الربح المادي وابتعدت كثيرا عن تقديم رسالة مفيدة تفيد وطننا العربي وأبناءنا كما تعودنا منها.
ولكن كل هذه الأفلام صورت الرجل الخليجي بشكل سافر في صورة غير حقيقية ومشوهة مليئة بالقسوة والغلظة وأعيب كثيرا أيضا على كل خليجي قام بأداء هذا الدور سعيا وراء المال دون أن يعي خطورة هذا الدور على أبنائنا فالخليجي في هذه الأفلام لم يظهر إلا في أوكار الدعارة والمراقص والديسكو أو بإظهاره أنه لا يعلم شيئا عن العلم والثقافة يبحث عن الأشياء التافهة أو كرجل غني جاهل أتى للزواج من مصرية صغيرة العمر والكثير من هذه الأدوار السيئة.
لا أنكر أن هناك بعض المستهترين الذين يذهبون إلى مصر لهذه الأشياء البذيئة ولكن سؤالي للسينما المصرية: هل ذهبت إلى الجامعات التي يتعلم فيها أبناؤنا داخل مصر ورأيت مدى التزامهم؟ هل ذهبت إلى المساجد لترى الشباب الخليجي وهو يملؤها؟ هل ذهبت إلى المؤتمرات العلمية والندوات الثقافية لتكون شاهدة على تواجدهم باستمرار؟ هل لم تسمع عن علماء ومشايخ وأطباء ومثقفي وفناني الخليج؟ أسئلة كثيرة أوجهها للسينما المصرية كسيدة خليجية تعلم جيدا وضع هذه المجتمعات الخليجية ومدى الإيمان والالتزام الذي يملأ قلوب أبنائها.
ومن حقي كمواطنة غيورة على سمعة أهلها وشعبها أن أرجوكم ألا تشوهوا صورة رجالات الخليج فإنهم حقا يستاهلون كل تقدير واحترام ولأني أعشق مصر وأهلها وشربت من نيلها ولو كان الخليجيون بهذا القدر من الاستهتار والانحلال والقسوة وسوء المعاملة فكيف استطاع الكثير من المصريين أن يعيشوا في هذه البلاد طوال هذه السنوات، حقا انه ليس بفن هذا الذي يعكس الحقائق ويشوهها. فهل سنرى صورة غير هذه؟ هل سنرى اعتذارا عن هذه الصورة غير المقبولة اجتماعيا وإسلاميا، فلا وألف لا يا أيتها السينما المصرية ويا أيها الكتاب المصريون فسمعة الخليج ليست منحطة إلى هذا القدر.
ولكني أريد أن أعلم من المسؤول عن تشويه هذه الصورة وأنا على يقين بأن السيئ والجيد موزعان على العالم بعدل تام ولم يخل أي مجتمع من هذه الفئة المستهترة وليس من العدل أن يدفع الشعب الخليجي فاتورة هؤلاء وليس من العدل أن نصدر أحكاما على الشعب الخليجي بسبب هؤلاء وليس من العدل أيضا أن نراه في هذه الصورة وأدعوهم أن يعودوا إلى صوابهم ويثبتوا للجميع أن الشعب الخليجي ليس هكذا.
ونهاية أقول لكل من يرى الخليجيين في هذه الصورة أنه ليس على حق وليعلم أن الخليج مليء بالعلماء والكتاب بالمثقفين والأطباء بالصادقين والنبلاء، ويا أيها الكتاب إذا أردتم النجاح فاكتبوا عن غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني عن الفساد والتفكك العربي ابعثوا برسالة تظهر طيبة واحترام أهل الخليج وليعلم الجميع أنه إذا كان هناك من يعيش للهو والقمار فهم قلة بل نقطة في بحر وابعثوا برسالة تظهر حقيقتنا وعروبتنا.. وستظل مصر رائدة الفن الأصيل بأهلها وناسها وكتابها الشرفاء.. ودمتم.
www. alyera3_al7or.com