منذ عدة أيام قرأت في إحدى الصحف اليومية عن عالم كويتي ابتكر علاجا جديدا لعلاج تفرع الشرايين بالقلب عن طريق القسطرة، وعندما قرأت الخبر شعرت بأنه خبر عن طبيب أميركي أو أوروبي وكانت المفاجأة أن الذي تتحدث عنه الصحف طبيب كويتي ففرحت كثيرا بهذا الخبر السار لأن هذا الخبر يدل على أن هذه الأرض الطيبة مليئة بأصحاب العقول النيرة خاصة عندما تكون عقولا بهذا الحجم من العلم والذكاء وبدأت أبحث عن هذا الموضوع لأتأكد وأفتخر بأنني من بلد هذا البطل بطل العلم وعلمت أنه د.إبراهيم الرشدان، ومنذ هذه اللحظة وأنا أتمنى لقاء هذا الرجل لأعبر له عن فخري به كمواطنة كويتية تتمنى أن ترى الآلاف أمثاله في الكويت الحبيبة وعندما عجزت عن لقاء هذا الرجل لم أجد سوى قلمي لأبعث إليه برسالة تحمل كل معاني الفخر والتقدير تحمل كل كلمات الشكر والعرفان لهذا الرجل لكني أعلم جيدا أنها لن تكفي ولن تساوي شيئا مما حققه هذا البطل من إنجازات علمية خلال مسيرته العلمية الحافلة ولكن سعادتي هذه لم تكتمل عندما رأيت إهمالا كبيرا من المسؤولين في الكويت تجاه هذا العالم الكبير الذي رفع رؤوس أهل الكويت أمام العالم أجمع.
إنه من المؤسف جدا أن نرى الدولة تكرم لاعبي كرة القدم والفنانين وعلماء الدول الأخرى وتتجاهل عالما بحجم وقيمة د.إبراهيم الرشدان الذي دلل كثيرا وعبر عن حبه وعشقه للكويت وأبنائها عندما درس وتخرج في جامعة الكويت بعد حصوله على بكالوريوس العلوم الطبية الأساسية وحصوله على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة الكويت ثم ذهب إلى الجامعات الأميركية وحصل على عدد من الشهادات الطبية هناك ثم عاد إلى وطنه الكويت ليخدم أهله وناسه وأبناء ديرته بعمله في وزارة الصحة بالإضافة إلى تدريسه للطلبة في جامعة الكويت بكلية الطب ثم أصبح د.الرشدان رئيسا لرابطة أطباء القلب الكويتية، وهل كل هذه الدرجات العلمية التي حصل عليها د.الرشدان لا تكفي لتكريمه من الدولة؟! وهل ذكره في بعض الجرائد كما نفعل مع الغرباء يكفي لتكريمه على ما فعله بعد اختراعه لعلاج سيخدم البشرية جمعاء؟!
هل اعتراف أميركا بإبداعات وتفوق هذا الرجل لم تدفعنا لتكريمه على أعلى المستويات؟! فقد قامت أميركا بترتيب متابعة تلفزيونية عبر الأقمار الصناعية لمشاهدة د.الرشدان وهو يقوم بعملية جراحية في القلب لأحد المرضى ليعلمهم ويثبت لهم جدارة ما وصل إليه، ولقد أبهر د.الرشدان الجميع بهذا الاختراع وبعد كل هذا لم تعط الكويت الرشدان حقه على الأقل بالتكريم الذي يليق به بعدما أثبت حرصه أيضا على بقائه داخل الكويت ورفضه كل العروض التي أتت له من أوروبا وأميركا ليدرس بجامعاتها وليعمل بمستشفياتها ونخشى أن يشعر هذا الرجل المخلص بعدم تقدير بلده له ونخشى ألا توفر له الدولة أحدث الأجهزة الطبية ليخدم بعلمه أهل الكويت. فنحن الأحق بعلم هذا الرجل لا أميركا أو أوروبا.
ومن خلال هذا القلم الصادق الذي يكره الظالم والظلم أناشد المسؤولين في وزارة الصحة وجميع المسؤولين في الدولة باسم أهل الكويت جميعا باسم مرضى القلب في الكويت أن يلتفتوا إلى هذه الثروة الوطنية التي لا تقدر بمال وادعوهم للمحافظة على هذا العالم الكبير وأطالب ثانيا وثالثا وعاشرا بتكريم د.إبراهيم الرشدان على ما حققه للكويت وإنجازاته المستمرة وتوفير كل ما يلزمه لنرى علماء آخرين في الكويت.
ونهاية أبعث إلى هذا العالم العظيم بتحية شكر وتقدير على علمه وعطائه والمكانة التي وضع بها الكويت أمام أكبر الدول تقدما في الطب.
www.alyera3_al7or.com