البدون يعتبر الأسبوع الماضي أسبوع التبرعات الكويتية لضحايا الفيضانات، وهذا بالطبع ليس غريبا على الكويت ولا على أهلها الكرام الذين عودونا على فعل الخير وتقديم يد العون للجميع في الشرق والغرب، خصوصا ونحن في شهر الصدقات والإحسان، ولكني في هذا الشهر أدعو كل من تبرعوا لضحايا الفيضانات في باكستان وكل من تبرعوا في الماضي للدول المنكوبة التي تعرضت للكوارث المدمرة، إلى أن يلتفتوا إلى ديرتنا ولو بجزء بسيط، لفئة تحتاج منا الكثير، فئة عاجزة وغير قادرة على فعل أي شيء سوى الدعاء إلى الله والتوسل للآخرين للدفاع عنهم، ألا وهي فئة «المعاقين البدون».
فحينما كنت جالسة لأنظر إلى كم الإيميلات التي وصلتني من أفراد هذه الفئة الذين كتبوا لي لمحات عن معاناتهم المستمرة وقصصهم المؤثرة، بل الصادمة التي أصابتني بالحزن والألم عليهم، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء، فهذه الفئة بدلا من أن تكون لديها معاناة واحدة وهي الاعاقة لديها أيضا معاناة الشخص البدون الذي يسعى بقوة ليحصل على الجنسية الكويتية، تذكرت عند قراءة هذه الإيميلات زلزال هاييتي الذي تسبب في دفن الآلاف من الأحياء تحت الأنقاض، فهذه الفئة تضم عشرات الآلاف من البشر الذين عاشوا بيننا وتوارثوا الكويت معنا وخدموها وحملوا السلاح من أجلها وراح الكثير منهم فداء لها، فهل لنا أن نتذكر شيئا من كل هذا ونقف بجانبهم لنخفف عنهم معاناتهم وخصوصا المعاقين الذين لا حول لهم ولا قوة، فنظرت إلى قلمي وقلت له: هل ستستطيع أن تحمل لواء هؤلاء لتحفيز المسؤولين على تحقيق طلباتهم؟ وهل ستستطيع توجيه اللوم وكشف كل من يتخاذل في مساعدة هؤلاء، لأنهم يحتاجون الى من يقف بجانبهم ويأخذ بيدهم فهذا واجب الجميع تجاههم، فلابد من توفير جميع سبل الحياة لهم من راحة وعلاج ودراسة وكل ما يحتاجه البدون المعاق حتى يستطيع أن يعيش حياة كريمة كنظرائه في جميع دول العالم، فمن هنا أوجه نداء إلى جميع أعضاء لجنة غير محددي الجنسية بمجلس الأمة وإلى جميع اللجان والجهات والهيئات المختصة بشؤونهم، أن يخطوا خطوة إلى الأمام لتحقيق متطلبات هذه الفئة الضعيفة، فهل لنا أن نوفر لهم الأمن والاستقرار والطمأنينة والتعليم والطب وكل ما يلزمهم.
وياأيها المعاق الكويتي الجنسية أنت تعيش وتشعر بمعاناتهم، ولكن ـ حمدا لله ـ حالتك المادية تفوق حالتهم بكثير، فاعلم أن صوتك عند مساندتهم سيسعدهم كثيرا وسيساهم في الضغط على المسؤولين.
ويا أصحاب التبرعات الخيرية إن مساعداتكم لهم بتوفير الأجهزة اللازمة لهي من أفضل الحسنات والصدقات، ولابد أن ننتزع منهم إحساسهم بالعجز وأن نكون طوق النجاة بالنسبة لهم ونفوز بأجر الله عز وجل الذي لا يغفل ولا ينام.
فياأيها المعاق البدون لا تيأس من رحمة الله واشكره على ما أصابك وارفع يدك بعد كل صلاة فإن الفرج آت لا محالة.
[email protected]