عرفت البشرية منذ قديم الأزل العديد من الأمراض ومازالت تتعرف على الجديد منها، والكثير من هذه الأمراض كانت خطيرة حيث فتكت بالملايين من البشر فور ظهورها، وفي القرن الماضي عرفت أمراض عديدة كالطاعون والملاريا والسل مرورا بأمراض ظهرت منذ سنوات قليلة كمرض السارس وانفلونزا الطيور وأخيرا انفلونزا الخنازير الذي انتشر في معظم دول العالم وقضى على الكثيرين، وبفضل من الله والبحث والعلم اختفى الهلع من هذه الأمراض الفتاكة، ولكن هناك مرضا مازالت القلوب ترتعد خوفا وذعرا عند سماع اسمه ألا وهو مرض السرطان، لأنه عدو خبيث ماكر يغزو الجسد بقوة الصاروخ وينشر سمومه ويلوث الدم ويطبق على الإنسان كل أنواع الاحتلال التي تشل حركته وتضعف قواه حتى يصبح طريح الفراش رافعا راية الاستسلام، مرض لم يفرق بين كبير وصغير، ولا رجل أو امرأة، بل استباح كل الأعمار والأنواع حتى راح الكثير ضحايا له بعد صراع طويل معه.
ولا توجد دولة في العالم خالية من مرض السرطان ولكن النسب تختلف من قارة إلى أخرى ومن دولة إلى دولة وكان من المقدر لكويتنا الحبيبة أن تكون فيها بعض الحالات التي تعاني وتصارع هذا المرض وليس عندي علم بنسبة مرض السرطان في الكويت، وكل ما أتمناه أن تخلو الكويت من كل الأمراض التي عرفتها البشرية وأن ينعم الله على أهلها بالصحة والسعادة دائما.
لا أنكر أن العلم والبحث توصلا إلى مراحل جيدة جدا للتقليل من خطورة هذا المرض اللعين كما أؤمن أشد الإيمان بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما خلق الله تعالى داء إلا وخلق له دواء» ولكني أتصور من وجهة نظري المتواضعة أن العلاج الحقيقي لهذا الداء ليس الكيماوي أو النوم على الفراش والاستسلام لهذا المحتل وانتظار الموت، لا أريد أن أتحول إلى طبيبة أو عالمة نفسية وأعترف بأنني لست على دراية بعلم الطب ولست اخصائية اجتماعية ولكني سيدة تشعر بمعاناة المرضى مع هذا المرض الخبيث وتبحث عن علاج فعال يخفف عنهم معاناتهم، ولن يتوافر هذا العلاج إلا من خلال الرعاية الأسرية والحب من الأقرباء والأصدقاء، فمريض السرطان يحتاج إلى مناخ خاص به لابد أن نوفره له، مناخ يملأه الحب والعطف حتى يشعر المريض براحة نفسية تنسيه هذا المرض الملعون.
فيا كل من لديه مريض بالسرطان أرجوك أن تكون له عونا وسندا يهبه الطمأنينة ويقوم بخدمته ويسهر على راحته ولا تقس عليه يوما وتخيل نفسك تعاني ما يعانيه ولتمد يدك له بكل ما تستطيع تقديمه.
ونهاية: لن أستطيع بهذه الكلمات القضاء على السرطان ولن نستطيع القضاء عليه بالقوة والعتاد والأموال بل بشيء ليس له مثيل ألا وهو أن نرفع أيدينا للباري جل وعلا وندعو لهم بالشفاء وأن يطهر أجسادهم وينقي نفوسهم ويجعل هذا الابتلاء في ميزان حسناتهم.
www.alyera3_al7or.com