قال تعالى في كتابه الكريم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) صدق الله العظيم.
كادت الكويت أن تتحول في الآونة الأخيرة من أرض للوحدة الوطنية والحب والتسامح والإخاء إلى بركان كبير يثور كثيرا ويهدأ قليلا، بركان إذا لم يجد من يخمد نيرانه فلن يهدأ له بال إلا عندما يرى أبناء الكويت في فرقة وشقاق يتطاولون على بعضهم البعض، هذا البركان هو بركان الفتنة أتى إلينا حاملا نفسا طائفيا بغيضا يريد أن ينشر نيران بركانه من خلال هذا النفس البغيض، فمن حين إلى آخر أصبح يفاجئنا بثورة بركانية هائلة مبتغاها الوحيد قصم وحدتنا التي ترعرعنا عليها ولم نكن نفرق يوما أو نتساءل هل هذا سني أو شيعي لأننا كنا نعرف اننا كويتيون مسلمون لا فرق بين سني أو شيعي.
بركان هذه المرة جاء قاسيا باحثا عن تفريق الصفوف جاء من شخص لا يعدو سوى أن يكون مريضا بائسا لا يعرف شيئا عن الإسلام تطاول بالقول على سيدة إذا ذكرها شخص بسوء قلنا انه ليست له علاقة بالإسلام والمسلمين وهي أمي وأم المؤمنين جميعا السيدة عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب النساء إلى قلبه وأكثر نساء العالم فقها وعلما.
وما حدث خلال الأيام الماضية جعلني اشعر بشيئين متناقضين ألا وهما الخوف والطمأنينة، الخوف من بعض نوابنا الساعين دائما إلى التأزيم وإثارة الفتن وشحن المواطنين والتصارع وفرض العضلات ليثبتوا للمواطنين انهم أقوياء باللعب بمشاعر المواطنين لتحقيق مكاسب انتخابية رخيصة أضيف إليهم بعض الصحف والقنوات غير المسؤولة التي ابتعدت عن القيام بالدور المناط بها في توجيه المواطنين ودعوتهم إلى بناء الكويت والحفاظ عليها من موقدي الفتن ومثيريها.
وفي النهاية، شعرت بالطمأنينة عندما استمعت إلى تصريحات النواب التي أدانوا فيها إساءات هذا المريض لأم المؤمنين وعندما استمعت إلى تصريحات حكومية بمعاقبة هذا المجرم وملاحقته وإسقاط الجنسية الكويتية عنه لأنه بالفعل لا يستحقها ولا شك أن قرار الحكومة بسحب جنسيته يعد خطوة كبيرة لإطفاء هذه الثورة وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الديرة لتعود الكويت أرضا للوحدة الوطنية كما كانت.
وهنا نؤكد ضرورة نصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
[email protected]