بعد بركان الفساد الذي انفجر وانكماش حاد للتنمية استجاب القدر أخيرا للمواطنين في استعادة وطنهم من الفاسدين والمفسدين وبداية محاسبة المرتشين وتشكلت حكومة جديدة برئيس جديد وبنهج جديد راغبة في التعاون عازمة على احترام الدستور وتطبيق القانون طامحة إلى قيادة الكويت إلى مستقبل مشرق لديها أولويات ترغب في إنجازها فكانت مسرة جدا وتدعو المواطنين إلى التفاؤل بوطن أفضل معقم من الفساد وحافل بالإصلاح، لكن من الملاحظ أن عنصرا جوهريا سقط من الأوليات وهو التعليم الذي كان من المفترض أن يعلق بجانب رقم واحد في لوحة الأولويات، فالتعليم هو العمود الذي تبنى عليه الحضارات وبه تتقدم، وكان كبار الشخصيات السياسية تؤمن بذلك إيمانا جازما فعندما تولى سابقا توني بلير رئاسة الوزراء سئل عن الأولويات التي يريد أن يحققها وينجزها في حكومته فكان جوابه التعليم.. التعليم.. والتعليم.
فربما اليوم لا نشعر بقيمة التعليم لاعتمادنا على النفط اعتمادا كليا بل بنسبة كبيرة جدا تفوق 90% ومن الغريب أن الكثير فسر معنى النفط بمعنى دوام الخير فمن المعروف عن هذه المادة السوداء أن مصيرها الزوال وعدم الدوام بخلاف التعليم الذي يبقى صامدا دائما وأبدا ولا يوجد بديل له بل هو البديل لكل مفقود، وعلى الحكومة اليوم أن تدعم التعليم وتجعله من ضمن أولوياتها بالتركيز على الأجيال وتشجعهم على الاستمرار في السير على طريقه المؤدي الى رقي المجتمع وتقدمه وذلك بتطوير المناهج مع الارتقاء بنوعية التعليم والانتهاء من جامعة الشدادية التي مازالت إلى اليوم أسوارا.
ووضع خطة لاستيعاب أعداد الخريجين الذين يتزايدون سنويا بإنشاء جامعات حكومية أخرى خاصة جامعة طبية وعلمية والاهتمام بالتعليم المهني وزيادة ميزانية الابتعاث للخارج والسماح بفتح جامعات خاصة.
فالتركيز لا بد أن يكون على الأجيال القادمة لأن المسؤولية وتبعة الأمة ستقع على أكتافهم ولا بد أن تتقوى هذه الأكتاف لإنشاء جيل نابغ وواع يخدم هذا الوطن وينقذه من المأزق الذي سيمر به وهو فقدان النقط إذ انه تسلح بسلاح قوي جدا يسمى التعليم.
hamadalkandari2@