حمد السريع لواء شرطة متقاعد
الديناصورات مجموعة من الحيوانات البائدة عاشت 160 مليون عام، قبل 230 مليون سنة، وهي حيوانات فقارية سيطرت على الأرض حتى نهاية العصر الطباشيري، اي قبل 65 مليون عام حيث اندثرت.
في الكويت لدينا ديناصورات بشرية وهم بعض القياديين من حيث استمرارهم في الوظيفة وتمسكهم بها الى ان يقضي الله أمرا مكتوبا.
بعض القياديين بدأ عمله منذ الروبية ومازال مستمرا ومتمسكا بالكرسي وهو يعاني من الأمراض الكثيرة، بل البعض منهم لا يستطيع مسك القلم للتوقيع على أي معاملة، والغريب ان الكثير من هؤلاء المتمسكين بكراسيهم أصبح دينارهم عند التقاعد ليس له قيمة، كما ان عمله أصبح في الوقت الضائع.
قبل سنوات عديدة جلست مع صديق من القيادات الوسطى وكان يتذمر من بقاء المسؤولين الأقدم منه في الوظيفة وتمسكهم بكراسيهم وقال بالحرف الواحد: «إذا استمر هؤلاء في الوظيفة متى نتسلم نحن المسؤولية والقيادة؟!»، صديقنا هذا ما ان تسلم كرسي المسؤولية حتى تشبث به ومازال ويضايق اي شخص من القياديين تحته ليبعده عن الوظيفة ليستمر في المنصب، والأمر المضحك ان القياديين يطالبون بإحالة من مضى عليه ثلاثون عاما بالوظيفة للتقاعد وينسون أنفسهم!
أشرنا في مقال سابق عن المختارين وظروف تعيينهم خاصة المعينين في الآونة الأخيرة والمرتبطين بأعضاء مجلس الأمة سواء أقارب او أصدقاء وان تلك التعيينات تشوبها التجاوزات ايضا لأن غالبية المعينين لم يتم اختيارهم من أبناء المنطقة ولم تعقد لجنة المختارين لتزكيتهم.
وعندما أشرت عن بقاء بعض المختارين لسنوات عديدة أرسل لي صديق كشفا مدونا به كل أسماء المختارين وأعمارهم وتاريخ تعيينهم، وقد صعقت وأنا أطلع على الأسماء حيث ان البعض منهم تجاوز الثمانين عاما، وعندما سألت عنه ابلغوني بأنه يأتي مرة واحدة للعمل أسبوعيا وعلى كرسي متحرك، أطال الله في عمره وأبقاه حيا لأسرته وبينهم دون حاجته للذهاب للعمل.
طالبنا في مقالنا السابق بأن يتبنى احد الأعضاء مقترحنا بوضع قانون انتخابي يتم من خلاله اختيار المختار عبر صناديق الانتخاب لكل منطقة ليختار ابناء المنطقة الأكفأ والأنسب لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة وتوضع له صلاحيات ومسؤوليات واضحة يؤدي واجباته بها.
ننتظر أن يرى القانون النور لنشكر المجلس.
[email protected]