نتذكر أياما مضت منذ زمن حين كنا في بداية مراحلنا الشبابية وكانت وزارة التربية بمسؤوليها ومدرسيها حريصة كل الحرص على دعم الأنشطة الشبابية واشغال وقت الفراغ لدينا من خلال إيجاد وسائل وأساليب سهلة وبسيطة ولكنها كانت تزرع فينا روح العمل وحب التفاني في خدمة الوطن رغم بساطة ما نقوم به من أنشطة.
كان المدرسون في السابق يرافقون مجاميع الطلبة بباصات وزارة التربية إلى المناطق البرية أو البحرية لتعليمهم المحافظة على البيئة بالإضافة إلى القيام بممارسة الأنشطة الرياضية والشبابية في الهواء الطلق وكنا نستمتع كثيرا ونشعر بأننا أدينا واجبا ولو صغيرا في خدمة الوطن خاصة عندما نقوم بغرس أغصان شجر الأثل في الصحراء.
أما في فترة الصيف فإن وزارة التربية حريصة على فتح مدارسها خلال الفترة الصباحية لتشجيع الطلبة على ممارسة أنشطتها الرياضية والشبابية بوجود المدرسين الكويتيين والأجانب.
وزارة التربية أصبح دورها فقط تعليميا وليس تربويا لأن التربية تتعلق بغرس السلوك والعادات والتقاليد الإسلامية والوطنية التي تنمي روح المبادرة والتفاني في حب هذا الوطن.
وزارة التربية ألغت تلك الأنشطة لأسباب عدة أولها أنها كلفت المدرسات بتدريس طلبة الابتدائي وهي من أهم المراحل السنية التي يحتاج فيها الطالب ليس فقط إلى الدراسة بل أيضا إلى ممارسة أنشطته الرياضية والشبابية والتي لا تستطيع المرأة المدرسة الإشراف عليها لأنها سلوكيات تخص المدرس والطالب خاصة الرحلات البرية وفرق الأشبال في المدرسة.
أما الأمر الآخر فإن وزارة التربية تركت تلك المسؤولية على وزارة الشباب وهذا أكبر قرار خاطئ لسببين الأول أن وزارة التربية هي المسؤولة عن طلبة المدارس بمراحلهم السنية وهي المسؤولة عن المخيمات الكشفية وثانيا أن وزارة الشباب ومع احترامي لما تقوم به فإنها بعيدة عن الأنشطة الشبابية الرياضية أو الأنشطة التي تعتمد على الطاقة والحركة وليس فقط على التفكير والإبداع الفني المعتمد على الأجهزة.
وزير التربية د.بدر العيسى أنت من ذلك الجيل الذي مارست فيه تلك الأنشطة الشبابية في مدارس الوزارة وتعرف أهمية ما غرسته تلك الأنشطة في ذلك الجيل من حب وتفان للوطن لهذا فإنني أجد انك قادر على إعادة ما أفسده الدهر وجعل غالبية الشباب همهم الأول البحث عن متعتهم وتسليتهم باللعب بألعاب الكمبيوتر الحديثة التي غرست فيهم العنف وليس شيئا آخر.
العودة إلى إحياء مشاريع الأنشطة الشبابية والرياضية للطلبة أصبح مطلبا ضروريا بعد أن بات غالبية طلبتنا يعانون من السمنة المفرطة بسبب قلة الرياضة واعتمادهم في إفراغ طاقتهم في ألعاب الكمبيوتر التي ولدت العنف لديهم.
[email protected]