خلال السنوات الماضية أوقف وزير الداخلية السابق الشيخ محمد الخالد دورات طلبة الثانوية الضباط بسبب تزايد أعداد ضباط الشرطة مقارنة بالنقص الكبير في أعداد أفراد الشرطة. هذا العام وزارة الداخلية قررت قبول طلبة الثانوية العامة لتغطية النقص في قطاعي خفر السواحل والطيران العمودي، ولم تحدد حتى الآن الأعداد المطلوبة وكذلك اعلنت وزارة الداخلية عن حاجتها لضباط الاختصاص الجامعيين من جميع التخصصات ولم تحدد العدد حتى الآن.
اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية وكما هي العادة استقبلت مجاميع الطلبة من حملة الشهادة الثانوية ومن حملة الشهادة الجامعية حيث تقدمت أعداد كبيرة وتم قبول من اجتاز شروط القبول. وزارة الداخلية شكلت لجنة برئاسة وكيل وزارة الداخلية الفريق محمود الدوسري ومجموعة من القيادات الأمنية وباشرت منذ يوم الاربعاء الفائت بمقابلة المتقدمين من حملة الشهادة الجامعية على ان يلحقهم بعد ذلك مقابلة الطلبة من حملة الشهادة الثانوية.
اللجنة لها كامل الصلاحية في قبول أو رفض أي متقدم حسب خبرتها وحسب الأعداد المتفق عليها مسبقا، ولكن ما يحدث في كل عام هو الخطأ الاجرائي والتجاوز الإداري لقرارات اللجنة، وقد ظهرت بوادر هذا التجاوز في هذا العام حين تسربت الأخبار عن قيام احد أعضاء مجلس الأمة باجراء فرز لقبول 6 طلبة من أبناء قبيلته من بين ٢٥٠ متقدما من نفس القبيلة، اذن لو فرضنا جدلا ان كل عضو اعتمد 6 مرشحين فيعني ذلك الموافقة على ٣٠٠ طالب دون الحاجة لموافقة أو رفض اللجنة وبالتالي يلغى قرار اللجنة في القبول أو الرفض. ولهذا يتساءل الكثيرون من المواطنين عن دور اللجنة ومقابلاتها في قبول أو رفض المتقدمين اذا كانت الموافقة في النهاية ستأتي من مكتب الوزير متجاوزين كل القرارات من نسبة الشهادة المعتمدة والطول بما في ذلك الفحص الطبي.
الحرس الوطني الجهة الوحيدة الملتزمة بسياسة القبول والرفض ولا توجد بها أي تجاوزات في هذا الجانب من خلال الخطوات المعتمدة لديها وهي:
تسجيل المتقدم يكون باسمه الثلاثي دون تسجيل اسم عائلته أو قبيلته.
والفحص الطبي دقيق وشامل ولا توجد أي استثناءات به. والالتزام بالطول والشهادة الثانوية أو الجامعية، والمقابلات الشخصية قراراتها نهائية وتعتمد من رئيس الحرس الوطني دون أي استثناءات.
أتمنى من وزير الداخلية وقف الاستثناءات وإحالة كل الكتب المقدمة من أعضاء مجلس الأمة إلى اللجنة للنظر فيها فاذا كان المتقدم مقبولا من قبل اللجنة فخير وبركة، واذا كان مرفوضا فعليه البحث عن وظيفة أخرى حتى نغلق هذا الملف الشائك والذي يبخس حق الكثير من المستحقين لنيل شرف العسكرية بسبب الواسطة.
[email protected]