خلال متابعتي للأحداث المبكية في القدس لفت انتباهي مواجهة فلسطيني يعتنق النصرانية لجيش الكيان الصهيوني مدافعا عن القدس، هذا الشخص اختلف مع المسلمين في دينهم لكن جمعتهم نصرة القدس لإيمانهم المطلق بأن القدس احتلت من شرذمة وحركة صهيونية تعتقد أنها دولة وهي بعيدة كل البعد عن أن تكون دولة ذات سيادة (بحسب معتقداتنا وإيماننا) نحن المسلمين المؤمنين الموحدين لله، نحن الذين نكثر من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، ولا نعرف هذا الحديث إلا عند الصدقات وجمع التبرعات فقط مع الأسف!
نعم هو واقع مرير ولن أجامل بهذا الطرح، إن استسلامنا للقوانين الدولية وخوفنا ممن يقفون وراء الكيان الصهيوني لهو وصمة عار وعمل سنحاسب عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وسلامة القلب لا تأتي ولا تؤثر إلا إذا كان هناك فعل على أرض الواقع، إن عدم الدعوة لاجتماع طارئ واتخاذ مواقف جدية في المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة لوقف هذا العبث المستمر دوما والممارسات القمعية وهدم البيوت على أصحابها وسلب مقدرات الدولة لوضع حد لهذا الكيان الخسيس لهو أمر واجب.
إذا كانت العملية بسبب السياسة الضعيفة لبعض الدول والتي تعمل جاهدة على استمرار وجودها والدعوة للسلم فقط لاستمرار ضمان عدم التعرض لها من قبل دول الفيتو، فكان الأجدر منها وضع خطة للعمل على المساومات السياسية (وإن كنت ضدها) بما لا يعطي المجال للتقليل من هيبة الإسلام والمسلمين.
إن الحديث يطول ولا ينتهي، ومساحة المقال لا تكفي للتعبير عن مطالبنا المستحقة كمسلمين لاسترداد أرض كتب لنا أن نكون أهلها، ومع ذلك فلا يسعنا إلا أن نحمد الله أن الإسلام دفاعه واستمراره بيد الله وإلا لو كان مصيره بيد من هم في زماننا هذا لعدنا إلى زمن الجاهلية ولاندثر تاريخنا.
لكن لا يسعنا إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وحسبك الله يا قدس ويا فلسطين.