اقتربت تباشير المطر مع دخول شتاء هذا العام، وأملنا أن نستبشر بخير السماء دون الخوف من معكرات هذا الكرم الإلهي بسوء تخطيطنا وإدارتنا، أتحدث هنا عن المعاناة السنوية المتكررة من تطاير الحصى على السيارات وما تخلفه من خسائر يومية للمركبات وأصحابها، الأمر الذي يحدث في دولة لديها وزارة ضخمة للأشغال وهيئة عامة مستقلة للطرق.
نتحدث عن هذا لأننا وحتى غير المختصين نعلم أسباب المشكلة، فطرق البحث اليوم أتاحت لنا المعلومات الكافية عن معايير الخلطة الأسفلتية التي تعطي النتائج المرجوة، ثم متابعة جودة التركيب والرقابة على المقاولين دون مجاملة ولا محسوبية قد تكلف المواطن فقدان عينه أو إصابتها.
نستطيع هنا أن نوصي بوضع طبقة حماية سمكها 8 ملم للزجاج الأمامي وذلك اتقاء للكسر على الطرقات السريعة، ولكننا نعلم أنها توقف النزيف ولا تعالج أصل الجرح، فما ينقصنا هنا هو تفعيل أدوار مسؤولي الجهات المعنية دون تهاون، لأننا على أعتاب مرحلة جديدة من التوسع في الطرق والعمران شمالا وجنوبا، ولا يعقل أن نترك المشاريع السابقة في شلل تام وإهمال قاتل والبدء بغيرها.
نستذكر بكل أسف قبل أشهر خبر وفاة مواطن شاب على الطريق السريع، بسبب انفلات منهول غير مثبت بإحكام، أصابه وأدى إلى وفاته، وهي حلقة واحدة من سلسلة مأساوية تشهدها طرقاتنا العامة والفرعية أجبرتنا على هذه الصراحة في العلن.
اللهم ارزقنا صيبا نافعا على البلاد والعباد دون ضرر وسوء.