يمكنك إدخال كلمة التخطيط الاستراتيجي عبر محرك البحث «غوغل» - ومن دون جهد كبير- ليظهر لك تعريف «ويكيبيديا» على أنه «عملية تحديد الإدارة لاستراتيجيتها أو اتجاهها، واتخاذ القرارات بشأن تخصيص مواردها لمتابعة هذه الاستراتيجية»، فهل كلفت إدارتنا الحكومية نفسها عناء استخدام أبسط وأسهل التعاريف لهذا المفهوم حين أقدمت على إدراج وتخطيط وتنفيذ وإنجاز مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد قبل الكثير من المشاريع الحيوية التي تفوقه أهمية؟
الهدف المعلن لأطول جسر في العالم، والذي يبلغ طوله 50 كم هو الوصول إلى مدينة الصبية، وكلنا يعلم أنها هي ذاتها مدينة الحرير التي لم تضع الحكومة برنامج عملها ولم تناقشه مع المجلس حتى الآن، وعندما كلف بناء الجسر 738 مليون دينار، فقد اختصر المسافة من «العاصمة» إلى «الحرير» من نحو ساعة إلى 15 دقيقة، في حين يعجز بنك الائتمان عن تمويل قسائم المطلاع، الأمر الذي أخر حلم المساكن هناك إلى 15 سنة، فعن أي 15 دقيقة نتحدث؟!
مستقبل الكويت بات مرهونا بالمبادرات الفردية والتخبط الإداري وسوء التخطيط، فنحن نبني المراكز الصحية الشاهقة دون خطة تشغيل عالمية تغنينا عن «العلاج في الخارج»، وهناك عدد من المشاريع الإنشائية لعدة جهات تم إنجازها دون المبادرة لوجود تطوير حقيقي في أداء هذه الجهات لخدمة المواطنين، وهنا أيضا ننشئ أطول جسر في العالم كأننا نباهي به الأقران ثم يقودنا هذا الجسر إلى 3 بقالات وخيمتين ومجموعات متفرقة من رعاة الإبل.
ليس الأمر تهكما، فمشروع الجسر يعد مفخرة معمارية في المنطقة وما حولها، إلا أننا نريد أن نضع مجهودنا وأموالنا ضمن خطة محكمة تقود إلى تحقيق أهدافها المعلنة والمجدية، فمن يخلق أفضل وسائل العبور لا بد له من وجهة للوصول.