المعارف وقليل من الجرأة هي أدواتك في الكويت للحصول على منصب حكومي رفيع أو متنفذ بغض النظر عن سنك وخبرتك وحصيلتك العلمية، الأمر الذي يخلق فجوة عميقة بين القرار المتخذ ونجاحه في تحقيق الهدف المرجو منه.
من غير الطبيعي أن يلمس المسؤول الباراشوتي معاناة القطاع المكلف بإدارته مادام يسكن في فيلا خاصة ولديه سائق له ولأولاده وكل معاملاته مقضية عبر جيش من المناديب والموظفين، ولسنا هنا ضد توظيف وتنصيب هذه الفئة من المواطنين مادامت لديهم الخبرة والشهادات اللازمة لتولي المنصب، لكن ربما وجدنا السبيل الذي يجعلهم في قلب المشكلة قبل اتخاذ أي قرار بشأنها.
نقترح على رئيس الوزراء أن يستحدث لوزرائه ووكلائهم «جولة استماع»، فالدخول على صاحب السلطة عبر أخذ الموعد والانتظار في ردهة المكتب عند السكرتارية قد يحول دون إيصال الصورة الكاملة له من المراجعين والمواطنين، ماذا لو قام هو بالنزول للتجمعات والمناسبات الاجتماعية، وكان هدف جولته الاستماع فقط، لا التبرير ولا طرح البرامج ولا الإجابة عن الأسئلة، الاستماع فقط للناس ومعرفة ما الذي ينقص قطاعه من خدمات ويعتريه من مشاكل.
ليستمع المدير والوكيل والوزير لمدة ساعة كاملة أثناء الدوام الرسمي لمن حوله، ليستمع بعد الدوام الرسمي لأصحاب الدواوين والتجمعات، ليفتح بريده الإلكتروني الذي وضعه في موقع الوزارة لتلقي الشكاوى والملاحظات، ليستمع الى ما يقوله المواطن عبر الأعمدة الصحافية أو برامج التواصل الاجتماعي، وليتخل عن برجه العاجي برغبته أو رغما عنه حتى يمكنه التفكير مليا قبل اتخاذ القرارات التي تمس المواطنين مباشرة وتكون محققة فعلا للهدف والغاية المطلوبة منها.