ارتفعت سحب عدم اليقين العالمية إلى مستويات غير مسبوقة مع بداية تفشي جائحة كوفيد -19، حيث يتم قياس هذه الارتفاعات بناء على مؤشرات علمية دقيقة يطلق عليها مؤشرات «عدم اليقين العالمية» والتي تقوم بإحصاء كنسب مئوية لعدد المرات إلى وردت فيها عدم اليقين في التقارير السياسية والاقتصادية العالمية (صندوق النقد الدولي).
وهذا ما أكده رئيس الاحتياطي الفيدرالي «بأول» في تصريح ذكر فيه أن الاقتصاد الأميركي لايزال بعيدا عن التعافي الكامل، وذلك نتيجة لبطء توزيع اللقاحات وظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا، حيث لاتزال الأزمة الصحية تلقي بثقلها على النشاط الاقتصادي، والتوظيف، وتشكل مخاطر كبيرة على التوقعات الاقتصادية، وهو ما جعل أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة دون تغيير.
من ناحية أخرى، تراجعت طلبات الرهن العقاري في الولايات المتحدة مع ارتفاع تكاليف البناء لأعلى مستويات منذ نوفمبر 2020، كما تراجعت الصفقات العقارية في بريطانيا بمعدلات تشير إلى أن سوق العقار البريطاني على شفا أزمة متوقعة نتيجة للاضطراب المتصاعد في الأسواق مع عودة أزمة الوباء والإغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا في ظل الغموض وعدم اليقين السائد لمستقبل الوضع الاقتصادي في بريطانيا والعالم.
إلا أنه مع صدور الموافقات على العديد من اللقاحات وانطلاق عملية التلقيح في بعض دول العالم خلال شهر ديسمبر الماضي أدى ذلك إلى إحياء الأمل بانتهاء هذه الجائحة في نهاية المطاف، فإن موجات العدوى المتجددة وتحورات الفيروس الجديد، وهو ما يثير القلق بشأن آفاق الاقتصاد العالمي، وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية من عواقب الوقوع في فخ التفاؤل المفرط الذي بدأ يظهر مع التقدم في حملات التلقيح ضد كوفيد - 19، وما يرافقه من نزوح إلى التراخي في تدابير الوقاية وتخفيف التدابير الرامية إلى الحد من انتشاره.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو متى ستنقشع سحب عدم اليقين العالمية؟
[email protected]