تلجأ بعض البلدان إلى التجسس في المجال الاقتصادي والصناعي لمجاراة الشركات المنافسة والفوز بالصفقات العالمية. وتتزايد مخاطر التعرض للتجسس كلما ظهرت برامج رقمية جديدة قد تحتوي على فيروسات للتجسس عبر شبكة الإنترنت.
فقد أدت التحولات الجيوسياسية العالمية والتطورات التكنولوجية إلى زيادة أنشطة التجسس الاقتصادي.
يقول الكاتب بين ويست إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة مازالت أقوى دولة في العالم، فإن تفوقها على بقية الدول تراجع على امتداد 30 عاما منذ سقوط الاتحاد السوفييتي.
ويقصد بالتجسس الاقتصادي هو الاستهداف غير القانوني، والسرقة للمعلومات الاقتصادية القومية المهمة، وقد يشمل التجسس الاقتصادي الاستيلاء السرى أو السرقة الصريحة لمعلومات تخص الملكية والتي لا تقدر بثمن في عدد من المجالات بما فيها التكنولوجيا، والتمويل، والسياسة.
كما تواجه الولايات المتحدة المزيد من التحديات مع انتقال النظام السياسي الدولي من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب. ويعني العالم متعدد الأقطاب احتدام المنافسة الاقتصادية، كما يعني أيضا أن الدول الأقل قوة سيكون لديها المزيد من الخيارات عندما يتعلق الأمر بخلق التوازن السياسي والاقتصادي مع الدول الكبرى، والمزيد من الحوافز والفرص للانخراط في أنشطة التجسس الاقتصادي.
بحسب اعتقاد ستراتفور، تسعى الصين إلى منافسة الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة في قطاعات التكنولوجيا والأدوية والزراعة، لكن قطاع صناعة أشباه الموصلات يعد مثالا جيدا لفهم طبيعة أنشطة التجسس الاقتصادي.
وتعد الصين أكبر مستهلك لمنتجات أشباه الموصلات مثل المعالجات الدقيقة ورقائق الذاكرة، حيث تستورد نحو 60% من الإنتاج العالمي، قبل أن تصدر معظمها في شكل أجهزة إلكترونية.
وأما بالنسبة للخسائر السنوية المترتبة عن التجسس في المجال الصناعي فتصل إلى أكثر من خمسين مليار يور، حسب ما خلصت إليها دراسة نشرت مؤخرا وأجراها اتحاد الصناعات الإلكترونية، ويعتبر الاقتصاد الألماني من الاقتصادات التي لديه العديد من الإغراءات التي تجعله هدفا للكثير من هجمات التجسس. فالعديد من الشركات الألمانية الصغيرة أو المتوسطة تتبوأ موقع الريادة في الاقتصاد العالمي، كما أن المنتجات الألمانية معروفة بتقدمها التكنولوجي وجودتها العالية.
ويرى الخبراء والمختصون أنه ستظل الدول التكنولوجية الرائدة، مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان ودول الاتحاد الأوروبي، أهدافا رئيسية لعمليات التجسس الاقتصادي، ومن المرجح أن تنضم دول أخرى إلى القائمة مع تنوع الاقتصادات وانتشار التكنولوجيا.
[email protected]