التغير المناخي هو اضطراب في مناخ الأرض مع ارتفاع في درجة حرارة الكوكب، وتغير كبير في طبيعة الظواهر الطبيعية مع نزعة إلى العنف، وتدهور مستمر للغطاء النباتي وللتنوع البيئي.
تجد ظاهرة الاضطراب المناخي تفسيرها لدى عدد من العلماء في ارتفاع حرارة المحيطات والغلاف الجوي على المستوى العالمي وعلى مدى سنوات مديدة. وترجع أغلب الدراسات المنجزة في هذا المقام ظاهرة التغيرات المناخية إلى جملة من العوامل أبرزها النشاط الصناعي وما يخلفه من غازات سامة تتكدس في الغلاف الجوي، مؤثرة بشكل حاد على انتظام حرارة الأرض وتعاقب وتوازن الظواهر البيئية.
وتوقعت دراسة أجرتها أكبر شركة لإعادة التأمين في العالم، أن يتسبب تأثير التغير المناخي على الزراعة والأمراض والبنية التحتية، بالإضافة إلى الإنفاق الحكومي وغيره، في خسارة الاقتصاد العالمي 23 تريليون دولار، أي 10% من قيمته، بحلول عام 2050.
لذا فقد انطلقت فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مدينة غلاسكو الأسكتلندية بالمملكة المتحدة، والتي يعلق العالم آماله على هذه القمة المناخية، لتدارك الانحدار نحو الهاوية على وقع التغير المناخي وانبعاث الغازات والاحتباس الحراري. هذا، ويشارك ممثلو أكثر من 190 دولة في القمة التي تنظمها الأمم المتحدة، ويطلق عليها «كوب 26»، وتأتي وسط تحديات غير مسبوقة لتغير المناخ ظهرت في الكوارث الطبيعية التي عصفت بمناطق عدة حول العالم في وقت سابق من 2021.
ويعتبر الهدف الرئيسي من وراء القمة منع حرارة الكوكب من تجاوز زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية مقارنة بالقرن التاسع عشر ما قبل الصناعة، وهذا يتطلب تخفيضات جذرية وعاجلة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الرئيسية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، فهنالك فرق ملحوظ بين المخاطر في ظل زيادة 1.5 درجة مئوية مقابل زيادة درجتين، وفق ما أوضحه أوبنهايمر، الخبير في تغير المناخ بجامعة برينستون.
ويظهر تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2021، أن التعهدات المناخية الوطنية الجديدة، جنبا إلى جنب مع تدابير التخفيف الأخرى- تضع العالم على مسار يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية (4.86 فهرنهايت) بحلول نهاية القرن.
إلا أن الجدل مازال محتدما حول كيفية تحديد وتتبع تمويل المناخ، وهو واحد من أهم التعهدات الأخرى التي تمثل أساس التقدم في جميع القضايا، فقبل 12 عاما، وتحديدا في عام 2009، تعهدت الدول الغنية بتوفير 100 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول النامية في التأقلم مع التغير المناخي بحلول عام 2020، لكنها لم تصل إلى هذا الهدف بعد، وبلغ إجمالي تلك التعهدات 80 مليار دولار فقط بحلول 2019، ومن المتوقع أن الأمر سيستغرق وقتا حتى العام 2023 للوصول إلى هذا الرقم.
عزيزي القارئ باعتقادك.. هل تنقذ القمة الـ 26 الأرض؟
[email protected]