في بداية وباء «كورونا» واجهت شركات التكنولوجيا صعوبة جديدة، عندما بدأ الجميع فجأة في ارتداء الكمامات!
ما هي تقنيات التعرف على الوجه؟
تعمل تقنيات التعرف على الوجه بتحليل الوجه البشري في الصور، ومن ثم تحويل ذلك إلى بيانات رقمية وفقا لمزايا موجودة في كل وجه «مثل المسافة بين العينين، وطول الأنف، وشكل محيط الشفاه، وغيرها»، ومن ثم مطابقة الوجه مع صورة لصاحب الجهاز إن كان فردا، أو مع صور في قاعدة بيانات للوجوه في القطاعات الأخرى. ويمكن استخدام هذه التقنية للتعرف على شخصية صاحب الوجه أو للتأكد من أنه يمتلك الصلاحيات الكافية للدخول إلى موقع ما أو استخدام جهاز ما. وتتم هذه العملية في أجزاء من الثانية، وصولا إلى بضع ثوان وفقا لدرجة التحليل التي يقوم بها النظام.
في العام 2018، نشرت دائرة التقنية والعلوم التابعة لمركز الأمن القومي الأميركية نتائج اختبارات لـ 12 تقنية للتعرف على الوجه، حصل أعلاها على نسبة 99% في أقل من 5 ثوان. وتم تطوير هذه التقنيات لدرجة أعلى، حيث بات بإمكانها التعرف على مشاعر صاحب الوجه من صورة ثابتة له، وتحديد ما إذا كان سعيدا أم غاضبا أم مضطربا، وغيرها من المشاعر الأخرى.
ويمكن أن يستفيد القطاع الصحي من هذه التقنيات من خلال تحليل وجه المستخدم والتعرف على تطور حالته المرضية أو تعافيه منها وفقا لملامح وجهه في الأمراض التي تظهر علاماتها على وجه المستخدم، إلى جانب قدرتها على التعرف على بعض الأمراض الجينية. كما يمكن للمتاجر الاستفادة من هذه التقنيات أيضا بتحليل وجوه ومشاعر المستخدمين لدى المرور أمام منتجات معينة للتعرف ما إذا كانت تعجبهم أم لا.
ومن هنا أصبحت تقنية التجسس الإشكالية الشائعة بين سلاسل البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، تستخدم شبكة Macy›s تقنية التعرف على الوجه المثيرة للجدل لمكافحة ارتفاع حوادث السرقة.
٭ اعتقالات للناس بالخطأ.. تقنية لم تنضج بعد: تعد تقنية التعرف على الوجوه مثيرة للجدل لأن الأبحاث أظهرت أنها غالبا ما تكون غير دقيقة. وفقا لتقرير مجلس أبحاث السرقة في الولايات المتحدة، فإن أسوأ التقنيات لديها معدل خطأ يصل إلى 35% عند مسح وجوه النساء ذوات البشرة الداكنة، وأقل من 1% في حالة الرجال ذوي البشرة الفاتحة. وذلك لأن الإصدارات السابقة من الخوارزميات تم تدريبها باستخدام صور المشاهير من الذكور والإناث. هذا وتحظر مدن مثل سان فرانسيسكو ومينيا بوليس وبوسطن على الشرطة استخدامه. وتوقفت شركات مثل أمازون ومايكروسوفت عن بيع التكنولوجيا للشرطة.
٭ أين يكمن التحدي؟بداية وباء كورونا واجهت التكنولوجيا صعوبة جديدة، عندما بدأ الجميع فجأة في ارتداء الكمامات. تحسنت معدلات الدقة مع قيام الشركات بتدريب خوارزمياتها على الوجه باستخدام الأقنعة، لكن معدلات النجاح لاتزال تتباين على نطاق واسع، حيث تتراوح بين 60% و 99% (المعهد الأميركي للمعايير والتكنولوجيا).
[email protected]