«ستكون قمة المناخ لهذا العام معلما رئيسيا لإجراءات وشراكات أصحاب المصلحة المتعددين عبر القضايا الخمس الرئيسية للطبيعة والغذاء والمياه وإزالة الكربون من الصناعة والتكيف مع المناخ».(الأمين العام للأمم المتحدة).
حكاية قمم المناخ العالمية: التغير المناخي هو اضطراب في مناخ الأرض مع ارتفاع في درجة حرارة الكوكب، وتغير كبير في طبيعة الظواهر الطبيعية مع نزعة إلى العنف، وتدهور مستمر للغطاء النباتي والتنوع البيئي.
ترجع أغلب الدراسات المنجزة في هذا المقام ظاهرة التغيرات المناخية إلى جملة من العوامل أبرزها النشاط الصناعي وما يخلفه من غازات سامة تتكدس في الغلاف الجوي، مؤثرة بشكل حاد على انتظام حرارة الأرض وتعاقب وتوازن الظواهر البيئية.
غلاسكو 2021: انطلقت فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة 2021، لتغير المناخ في مدينة غلاسكو الإسكتلندية بالمملكة المتحدة، التي علق العالم آماله على هذه القمة المناخية، لتدارك الانحدار نحو الهاوية على وقع التغير المناخي وانبعاث الغازات والاحتباس الحراري. فقد كان الهدف الرئيسي من وراء القمة هو منع حرارة الكوكب من تجاوز زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية مقارنة بالقرن التاسع عشر ما قبل الصناعة، وهذا يتطلب تخفيضات جذرية وعاجلة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الرئيسية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، فهنالك فرق ملحوظ بين المخاطر في ظل زيادة 1.5 درجة مئوية مقابل زيادة درجتين، وفق ما أوضحه أوبنهايمر، الخبير في تغير المناخ بجامعة برينستون.
كما أشارت دراسة أجرتها أكبر شركة لإعادة التأمين في العالم، أن يتسبب تأثير التغير المناخي على الزراعة والأمراض والبنية التحتية، إضافة إلى الإنفاق الحكومي وغيره، في خسارة الاقتصاد العالمي 23 تريليون دولار، أي 10% من قيمته، بحلول عام 2050.
ولكن ماذا حدث من ذلك الحين؟!
أدت الأزمة الروسية الأوكرانية إلى إحداث انقلاب في الجغرافيا السياسية رأسا على عقب، وأعيد رسم التحالفات والعلاقات، وغرق العالم في أزمة.
كانت أسعار الطاقة ترتفع بالفعل قبل الأزمة الأوكرانية، حيث تعافى العالم من صدمة كوفيد-19، لكن الحرب الأوكرانية أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز. وطفرة لشركات الوقود الأحفوري، التي كانت تحقق أرباحا قياسية.
شرم الشيخ 2022: تستضيف جمهورية مصر «الشقيقة» الدورة الـ 27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022 والذي يقام في مدينة شرم الشيخ. وسيعمل على تقدم المحادثات العالمية بشأن المناخ، وتعبئة العمل، وإتاحة فرصة ذات أهمية للنظر في آثار تغير المناخ عالميا.
حيث تضع مصر قضية تغير المناخ في مقدمة جهودها نظرا لموقعها في قلب أكثر مناطق العالم تأثرا بتغير المناخ. فرغم أن القارة الأفريقية تاريخيا هي الأقل إسهاما في إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، إلا أنها من أكثر المناطق تضررا وتأثرا من آثار تغير المناخ.
المكتسبات وراء الاستضافة: وقعت مصر، على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لإنشاء مشروعات لإنتاج الطاقة المتجددة من الرياح والشمس، إضافة إلى إقامة مصانع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك على هامش استضافة مصر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27.
٭ رسالة الكاتب: نأمل المزيد من التقدم والازدهار والرخاء لمصر الشقيقة في ظل القيادة الحكيمة.
[email protected]
HamadMadouh@