«نموذج للتنمية الاقتصادية على أساس التنمية المستدامة ومعرفة الاقتصاد البيئي» (OECD).
البداية والنشأة:
يعود تاريخ الاهتمام بهذا الاقتصاد إلى 2008، عندما أطلقت الأمم المتحدة مبادرة الاقتصاد الأخضر، والتي تألفت من البحث العالمي، لتشجيع صانعي السياسات على دعم الاستثمارات البيئية في سياق التنمية المستدامة، وبفضل هذه المبادرة وجهود الوكالات الأخرى، تم وضع الاقتصاد الأخضر في سياق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر في مؤتمر ريو 20 لعام 2012، وتم الاعتراف به كأداة لتحقيق التنمية المستدامة.
فقد عرف برنامج الأمم المتحدة للبيئة «الاقتصاد الأخضر» بأنه نوع من الطرق المنظمة لإنشاء مجتمع وبيئة نظيفة ترفع من المستوى الاقتصادي وتدفع المجتمع نحو حياة أفضل. كما أن الاقتصاد الأخضر هو وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة ولا يعد بديلا لها.
ويعتمد الاقتصاد الأخضر على ستة قطاعات أساسية هي الطاقة المتجددة، والمباني الخضراء، والنقل المستدام، وإداره المياه والنفايات.
وتتنوع الأهداف والمجالات على مستويات عدة منها الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية.
أنظار العالم: جاء ليلفت أنظار العالم، وذلك بفعل عدد من الأزمات العالمية المترابطة، مثل الأزمة المالية، والأزمة الغذائية، وأزمة المناخ، ومن المتوقع أن تسهم استثمارات القطاع الزراعي في عودته ليكون أكثر ملاءمة للبيئة، وبالتالي يخفف من حدة الفقر الريفي ونزوح السكان إلى المدن، فضلا عن دوره في حل مشكلة الأمن الغذائي.
الهيدروجين الأخضر.. الثورة المستقبلية: مع تزايد الحديث عن بلوغ العصر النفطي لحظة ذروته، وفي الوقت الذي تشكل فيه هذه المصادر الطاقة المستخرجة من باطن الأرض أهم ثروات دول المنطقة العربية على مدى قرن مضى، بدأت ثورة طاقة جديدة تطل برأسها على العالم، جاعلة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مصدرها الأول، وهي الطاقة المتولدة عن الهيدروجين الأخضر.
حيث تكمن الميزة الأساسية للهيدروجين الأخضر في كونه يوفر القدرة على توليد طاقة هائلة، مع انعدام تام للانبعاثات الغازية الضارة. كما يحل الهيدروجين الأخضر مشكلة كبيرة كانت تواجه الطاقات المتجددة، إذ يعتبر إنتاجه بواسطة طاقتي الريح والشمس نوعا من التخزين، حيث تحول الطاقة الناتجة عن استغلال أشعة الشمس أو تيارات الريح، إلى طاقة هيدروجينية يمكن استغلالها في تشغيل محركات السيارات أو أي استعمالات ميكانيكية أخرى، مع ضمان خلو مسار إنتاج الطاقة هذا من أي انبعاثات غازية مضرة.
كما يمكن استعمال الهيدروجين الأخضر كبديل عن الطاقات الملوثة المستعملة في بعض الصناعات، مثل تكرير البترول وإنتاج الفولاذ.
مبادرة الشرق الأوسط الخضراء: أطلقت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، مبادرة الشرق الأوسط الخضراء التي تهدف إلى تأمين 10.4 مليارات دولار لصندوق استثماري ومشروع للطاقة النظيفة، وذلك بحسب صاحب السمو ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، حيث أوضح أن المبادرة ستسهم بنسبة 15% من الأموال وستعمل مع دول وصناديق أخرى على البرنامج. (رويترز).
على صعيد متصل - أعلنت الهيئة العامة للاستثمار أن الصندوق السيادي سيستثمر كذلك في المبادرات الخضراء التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، حيث يخطط أكبر منتجي النفط في الشرق الأوسط لتحقيق أهداف صافي انبعاثات صفرية.
[email protected]
[email protected]