شهدت الساحة الاقتصادية الدولية الكثير من الأحداث والتغيرات التي شكلت في مجملها عالما جديدا يتسم بالتحول الجوهري نحو الاقتصاد الحر، والتوجه نحو التكتلات والأحزاب الاقتصادية الدولية والإقليمية، والمؤسسات المالية العالمية العملاقة.
النظام المالي والنقدي العالمي.. ما مفهومه؟
يعرف النظام المالي بالإطار العالمي للاتفاقيات والمنظمات التي تسهل التدفق لرؤوس الأموال بغرض الاستثمار والتمويل التجاري. أما النظام النقدي فهو مجموعة من القواعد والتنظيمات التي تتكفل بتسوية المدفوعات الدولية على نحو يدعم التجارة الخارجية الدولية.
تهدف فكرة النظام النقدي الدولي إلى خلق مصدر للاستقرار النقدي، من خلال توفير السيولة للمدفوعات الدولية والإشراف على تنظيم عملية المبادلات التجارية بين دول العالم.
كيف نشأ النظام المالي الجديد؟
كان الحدث العظيم في بريتون وودز في «ولاية نيو هامبشاير» الأميركية في عام 1944، أثناء الحرب العالمية الثانية، حين اجتمع ممثلو أربع وأربعين دولة من دول الحلفاء للاتفاق على نظام اقتصادي جديد وتعاون دولي يساعد الدول في التغلب على الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب. الأمر الذي أدى إلى إنشاء نظام مالي عالمي يتجنب المطبات التي وقع فيها العالم بسبب النظام المالي القديم ويمهد الطريق لتعاون مالي قوي بين دول العالم. ومن خلال الاجتماعات المتكررة وافقت الدول الأعضاء على استبدال معيار الذهب بالدولار واعتماد الدولار كعملة عالمية مما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار.
بريتون وودز وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي:
من أهم نتائج اتفاقية بريتون وودز، اعتماد إنشاء مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ويعد صندوق النقد الدولي بعد إنشائه في مؤتمر بريتون وودز مسؤولا عن إنشاء وإصلاح النظام المالي العالمي، كما يوفر آلية منهجية لمعاملات التبادل الخارجي بين الدول من أجل تعزيز الاستثمار وترويج التجارة العالمية.
ومن أهدافه الأساسية كذلك، تشجيع التعاون الدولي في الميدان النقدي، وتيسير التوسع والنمو المتوازن في التجارة الدولية، وتشجيع استقرار أسعار الصرف.
تأتي موارد الصندوق من حصص الدول الأعضاء، حيث تعتبر المصدر الرئيسي الذي يستمد منه الصندوق موارده المالية، وتمثل حصة البلد العضو في الأساس انعكاسا لمكانتها الاقتصادية ومركزها في الاقتصاد العالمي.
مجموعة البنك الدولي:
تأسس البنك الدولي في عام 1944، ليتسع نطاق عمله ضمن مجموعة من خمس مؤسسات إنمائية مرتبطة ارتباطا وثيقا ببعضها، واستهدفت القروض التي كان يقدمها البنك الدولي في بدايته إعادة بناء الدول التي دمرتها الحرب العالمية الثانية. وبمرور الوقت، تحول محور تركيز البنك الدولي من إعادة الإعمار إلى التنمية، مع التركيز على البنية التحتية مثل السدود وشبكات الكهرباء وشبكات الري والطرق. ومع إنشاء مؤسسة التمويل الدولية في 1956، أصبحت مجموعة البنك الدولي قادرة على تقديم القروض لشركات القطاع الخاص والمؤسسات المالية في الدول النامية. وجاء مع إنشاء المؤسسة الدولية للتنمية في 1960 المزيد من التركيز على الدول الأشد فقرا، وجاء إطلاق المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار، والوكالة الدولية لضمان الاستثمار بعد ذلك بمنزلة إثراء لقدرة مجموعة البنك على ربط الموارد المالية العالمية باحتياجات الدول النامية.
[email protected]
HamadMadouh@