في كلام مقتبس للفيلسوف الألماني «إيـمانويل كــانت» عن السلوك الأخلاقي الإنساني، استبعد فيه اللذة والأهواء كدوافع لهذا السلوك! وقال بباعث الإرادة نفسها! وهو أن ما نفعله من سلوك هو «واجب ذاتي» لما يجب أن نفعله!
وإذا ما أسقطنا هذه النظرية «المثالية» على قوانيننا المرورية اليوم وتحديدا ما تم إقراره مؤخرا حول سحب المركبة لمخالفتي الحزام واستخدام الهاتف المحمول، نجد قانونا للمرور يصعب مروره كقانون! فلا المشرع يطلب ذلك الأمر لأنه واجب، فوجدناه غير آبه بتوفير أسباب تطبيق القانون «توفير كراج مناسب لحجز السيارات مثلا»، ناهيك عن مقارنة «غريبة» بين استخدام الهاتف وخطورته على مرتادي الطريق، وبين مخالفة حزام الأمان الواقع ضررها على المهمل نفسه! كل هذا التخبط منابعه واحدة! وهي عندما تتلوث التشريعات بالأهواء والمنافع والملذات دون الواجب «العقلي»! دافع النفع المادي من وراء التشريع دون فلسفة المعالجة الجذرية!
نشيد بمثل هذه القوانين التي تحمي مرتادي الطريق وتجعل من القانون هيبة وراية أسمى من صور الاستهتار المرير الذي وجدناه لسنوات خلت، ولكن، وفق المعيار العقلي الذي يبني ولا يهدم، يطبق ولا يستثنى، يحب ولا يخشى ! لا أن يكون قانونا للمرور يصعب مروره كقانون!
وقفة: كمواطنين ومقيمين، أصبحنا نخشى القانون بدلا من أن نحبه، وهذا ما كان يخشاه الفيلسوف الألماني «كانت».