هملان الهملان
قبل سنة كنا في سورية تحديدا في بصرى الشام، وهي منطقة قريبة من درعة فيها آثار رومانية وكان معنا مرافق اسمه يوسف يحدثنا عن الآثار وعن ملوك الرومان في ذلك العصر، وبينما نحن نسير في هذه المنطقة لفت انتباهنا أننا رأينا عدة أعمدة رومانية وكان بينها عمودان أطول من البقية وفي الأعلى كانا متلاصقين فسألته لماذا هذان العمودان فقط أطول من البقية؟ فضحك وقال لي صحيح أنا لم أخبركم عندما مررنا بجانبهما واسترسل قائلا: كان الرومان وأغلب العصور في الجاهلية يؤمنون بالعرافين والمنجمين وكان احد الملوك يحب زوجته ويخاف عليها وأرسل إلى العرافين يسألهم عنها ولسوء الحظ قال له أحدهم إنها ستموت من قرصة عقرب وحدد اليوم.
فاحتار الملك، وأمر بأن يبنوا لها غرفة بعيدة عن الأرض فوق هذين العمودين وفعلا تم بناء الغرفة وقبل الموعد جلست زوجة الملك في الغرفة وكان الأكل يأتيها بسلة تحملها الجارية إلى أعلى وفي اليوم المحدد حملت الجارية سلة الفواكه وإذ بالعقرب في السلة معها وعندما أخذت زوجة الملك تأكل الفواكه خرج العقرب وقرصها فماتت.
ولكننا نتذكر قول المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) «كذب المنجمون ولو صدفوا» ولذلك إخواننا الوزراء «يحاتون» الاستجوابات وحالتهم حالة وأنا ما أقصد أي أحد، لماذا لا ينزلون إلى الشارع ليشاهدوا طلبات الناس ويحلونها أو بعضها؟
فالمواطنون يحبونكم لكنهم ينتظرون منكم العمل، فلماذا لا تعملون مثلما عمل صاحب السمو الأمير عندما كان سموه رئيسا للوزراء، حيث كان سموه يقابل المواطنين ويستمع لهمومهم ومشاكلهم وكانت جولته إيجابية على جميع الأصعدة.
الأخ الفاضل وزير المواصلات: نتمني غرفة كيربي إذا ممكن في أم الهيمان بدلا من المبنى المهجور، لتخدم المواطنين والمقيمين، الغريب أن مبنى البريد معطل ومبنى الكهرباء يعمل!