د.هنادي عبدالله الحملي
الرئيس التنفيذي لإشراك العاملين او إشباكهمchief engagement officer هو الجديد في مسميات الرئيس التنفيذي وصفاته في اي مؤسسة، والجديد هنا ليس الجديد في معرفة هذا الدور بل الجديد في حتمية ممارسته في عالم ادارة المؤسسات اليوم، ان مؤشرات الاشراك للعاملين او الاشابك مؤشرات لفشل او نجاح مهام الرئيس التنفيذي، فتقيس المؤسسات التي تحترم نفسها مستوى اداراتها التنفيذية بمؤشر الاشراك تأكيدا على مواصفات قيادية لا تقبل المناقشة، الاشراك أو الاشباك للموظف هو جزء من استبقاء الموظفين والاحتفاظ بهم وهو اساس لاستبقاء او نفي الرئيس التنفيذي، فكل قائد لا يستطيع الحفاظ على نسبة مشاركة للموظفين تصل الى 85% في معدلاتها المنشودة يجب أن ينفى إلى خارج المؤسسة لأنه سيبقى في قمة الهرم التنظيمي وحيدا، ولأنه سيخلّف معاناة لجميع الموظفين الذين اعتزلوا القناعة به أو بأفكاره أو بخططه، فسيظل هناك تسرب واضح في الكفاءات وفي الأصوات التي تقول لا للرئيس، وستظل هناك معدلات أداء أقل من قدرات التوظيف الأمثل للعاملين.
وفقا لاستطلاعات سكارليت scarlett surveys، فإن ارتباط الموظف هو درجة قابلة للقياس سواء إيجابية أو سلبية فالتعلق العاطفي من قبل الموظف بوظيفته او زملائه والمنظمة التي يعمل فيها أو قائدها يؤثر تأثيرا عميقا على استعداده للعمل والأداء أو للتعلم والنمو، وبالتالي الاشتباك مختلف ومتميز برضا الموظفين، والتحفيز والثقة بالثقافة المؤسسية. وقد وصفت مشاركة الموظفين في الأدبيات الأكاديمية التي كتبها شميت وآخرون. (1993)، وروسي وآخرون 1998 ومكاي افيري وموريس وآخرون 2007. بانها النسخة الحديثة من الرضا الوظيفي والانتماء والارتباط المؤسسي وجزء من الولاء الوظيفي، وكان شميت وآخرون. ‹قد عرّف الاشباك أو الاشراك للموظفين بانه معدل أو مستوى الالتزام من القيادة بالمشاركة والرضا بالعمل والقبول به من الموظف في ظل وجود ممارسات محددة ومعلنة من القيادة الحالية تجاه مستوى المشاركة..، وتلقى البحوث المؤسسية والأكاديمية اهتماما كبيرا في ممارسات ادارة الأعمال للارتباط بين مشاركة الموظفين ونتائج الأعمال المرغوب فيها والارتباط بإستبقاء المواهب، ومستويات خدمة العملاء، ونجاح او فشل الأداء الفردي وأداء الفريق، وحدة الأعمال وانسجامها، وحتى الأداء المالي ونموه.
أيها الرئيس التنفيذي هل مهمتك هي توليد المشاركة ام قتلها؟ هل تعمل على تهيئة الظروف، التي بموجبها سيشعر الموظفون بأنهم مجبرون على العمل لحساب مؤسسة ولا مفر لهم إلا بانتظار استجلاب عروض عمل أخرى للعمل لدى الغير، أم انهم تتلاقى مصالحهم مع مصالح المؤسسة فاختاروا طواعية العمل بأفضل مستوى أداء لتحقيق مصلحة الطرفين نفسه ومؤسسته.
أيها الرئيس التنفيذي، ما نسبة إشراك الموظفين في مؤسستك هل لك أن تتصارح مع نفسك وتقيس أداءك هل لك أن تتعرف على أحد أوجه قياس الرضا الوظيفي عنك ما صورة الموظف الذهنية عن مؤسسته؟وعن رئيسه التنفيذي؟ هل استطلعت الأمر وان فعلت هل انت مقتنع بأهمية تلك النسب في الحكم على مستوى أدائك؟،
أيها الرئيس التنفيذي، ان كنت دون مستوى المعدل المنشود فارحل ولترحل معك سياسة الفردية وسياسة التسلط وسياسة الفرض للأمر الواقع، فلترحل ولينته عهد من القيادة المؤسسية لا يتناسب مع ابسط مفاهيم العمل المؤسسي. لقد انقلبت موازنات القوى في عالم المؤسسات اليوم وهياكلها التنظيمية ومستوى نفوذها وسلطاتها، فالرئيس التنفيذي يقع اسفل الهرم موقعا وليس في قمته ويمتد أثره من القاع الى رأس الهرم، فيشمل الجميع ويخدم الجميع ويعرف الجميع، وشغله الشاغل الكل، وشغل موظفيه الجزء الذي يخص كل واحد منهم واختصاصه، ليس المطلوب منك أداء ماليا أو استراتيجيا بالدرجة الأولى اليوم يفترض لديك كفاءات وخبرات وظيفتها متخصصة وتعلم كيف ترسي الخطط والأهداف حيث قدرت، إن شغلك الشاغل الاشراك للعاملين واشباكهم في مؤسستهم بشكل صحي وصحيح.
والله ولي السداد.
[email protected]