- الدولة المستشار بقلم د.هنادي الحملي
جرت العادة ان تستعين الدول والشركات والوزارات في بلداننا العربية والخليجية بمستشارين أجانب من كبار العقول ومن المتخصصين، والموضة الجديدة هذه الأيام انخراط صغار الشباب من بعض الدول من حملة ماجستير بعد التخرج الجامعي تدرب في هذه الشركات الاستشارية الكبري لمدة لا تزيد على سنتين فاصبح في ليلة وضحاها مستشارا يحمل هوية الشركة الاستشارية الضخمة، عموما تستجلب الخبرات الاستشارية من الخارج فتجند لهم الملايين من الدولارات وتفتح لهم خزائن الأرض كما يقال، وتفتح الطريق لهم بالمعلومات السرية وغير السرية ويعاملون كما يعامل الملوك والأمراء، وجرت العادة ايضا ألا تنجح هذه الاستشارات ولا تحقق الغاية منها، كما جرت العادة ألا تترجم نتائج الاستشارات من اللغة الانجليزية الى العربية حتى لا يفهم فحواها، كما لا توثق خبرات الفشل والمعوقات في اي وثيقة استشارية ـ في الغالب ـ حتى تظل الحاجة دائمة لاستشارة وأي استشارة، وهكذا تبدأ الاستشارات في موضوع محدد وتستشري لتغطي جميع المواضيع وأنا أسمي الاستشارات الأجنبية بالغزو الاستشاري، وهذه قناعتي الشخصية ولا يستطيع احد تغييرها لتجربتي العملية مع هذا الموضوع ولكنى أحترم وجهة النظر الأخرى التي تمجد المستشار وتقف بين يديه مستسلمة وتثمن جهوده في التطوير.
اليوم أدعو إلى الالتفات نحو مستشار جديد مسلم عربي خليجي العقلية والخبرة حديث التجربة وعملاق في النتائج المقاسة لجهوده، مستشار مارس التنمية الحقيقية للبنى التحتية والتنمية البشرية وتنمية الثقافة الوطنية والمؤسسية والاجتماعية له خبرات في إدارة المؤسسات وهيكلة الديون والاستثمارات المتعثرة وإدارة البورصة وسوق الأوراق المالية العالمية والمحلية والتدوال النقدي والعملات، مستشار له خبرة في التشييد العقاري وإدارة العقار الاستثماري وتوابعه وإدارة شؤون النفط ومنتجاته والجمارك والموانئ، مستشار في إدارة الأنشطة والملتقيات في جميع الميادين بمستوى يفوق التوقعات العالمية، له خبرة في إدارة السياحة والفندقة والإدارة الصحية والتعليمية والإدارة الإلكترونية الحكومية وغير الحكومية، مستشار صناعة الهوية وتطوير الماركة والعلامة التجارية، مستشار حلول الأزمات المرورية وإدارة الطرق، مستشار الجودة، وعدد ولا حرج من خبرات صنعت نجاحات، نعم انه المستشار «دبي»، تلك المدينة ذات الخبرات العجيبة، الدعوة لأن تكون دبي مستشارا للدول العربية والخليجية في محاولاتها لتنمية البنى التحتية في شتى المجالات هي دعوة حقيقية اطلقها وعن قناعة بقدرات تلك الدولة المستشار لصناعة واقع أكثر من نموذجي واقع يحاكي استثمار الإمكانيات فيصنع من واحد زائد واحد ألفا وليس اثنين، ولن أقبل عزيزي القارئ ان تقول ان دبي تدار من قبل مستشارين أجانب، هذا قول غير حقيقي لسبب بسيط ان المستشارين موجودون بيننا، وفي كل مجال، ولم نحقق ما حققت دبي، ان دبي تدار بعقلية أبناء الإمارات الذين جمعوا فطنة العربي البدوي ابن الجزيرة وكياسته وحسن تدبيره ورؤيته الثاقبة لتطويع الواقع لمستقبل غير عادي «مستقبل صنع في دبي». لقد سبقت دبي الكثير من الدول العربية والخليجية في تجربة الصح والخطأ والنجاح والإخفاق وعايشت التحديات ووثقت نقاط الفشل والقوة في أقل الفترات الزمنية في عمر البشرية فسبقت في صناعة الإنجازات غيرها.
ان جهود دولنا حتى الآن ليست محل تقييم، فلقد اجتهدنا وما زلنا نجتهد في تحسين أوضاعنا وتنمية مجتمعاتنا والجهود محل تقدير وتشجيع، ولكن ان توفر مستشارا بخبرة دبي اعتقد هذه ميزة مضافة لدولنا العربية والخليجية ان تستفيد بها وتستغلها خير استغلال.
لنعمم التجربة بتعيين دبي مستشارا لتنمية دولنا العربية، لنتخذ من دبي محطة لتنمية خبرات أبنائنا من الشباب في برامج تبادل الخبرات تحت شعار «كيف صنعت النجاح في هذا المجال أيها الإماراتي».
والله ولي السداد
[email protected]