المسؤولية صفة ملازمة للإنسان المسلم المكلف بالتكاليف الشرعية، فأي تصرف يصدر عنه يترتب عليه إما ثواب أو عقاب في الدنيا والآخرة، وقد يكون الثواب والعقاب بسبب التقصير في أداء واجب أو اقتراف محرم، وهي صفة اصيلة في عالم العمل والوظيفة وسلوك مستهدف لعموم الموظفين القياديين منهم والعاملين وعليه يثاب او يعاقب.
وتتجلى أهمية مبدأ المسؤولية والمساءلة في حياة الإنسان المسلم وذي الخلق القويم، حيث يستوجب أن المسلم يشعر دائما بأنه مسؤول أمام الله تعالى عن كل تصرفاته، وان يتكسب رزقه او ما يعرف براتبه الوظيفي وفق تلك القيمة حتى لو كان هناك الكثير من الخلل المؤسسي او عدم العدالة او الظلم لأنه في النهاية لا يكون إلا الصحيح لتستقيم حياتنا.
يجب ان نقف أدوات صلبة امام جميع التحديات والسلبيات المؤسسية، ويجب علينا جميعا ان نعزز الرقابة الذاتية، ونتوجه نحو الإخلاص وإتقان العمل خوفا من الله تعالى اولا، وثانيا سعيا لتنمية وتغيير مجتمعاتنا نحو الأفضل، وأذكر نفسي والقارئ الكريم الموظف منهم والمسؤول والمراقب والمشرع ببعض الأدلة الشرعية على سبيل المثال لا الحصر ومنها ما يلي:
1 ـ قال الله تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) المؤمنون: الآية: 115.
2 ـ وقوله تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة) المدثر: الآية: 38.
3 ـ وقوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) الإسراء: الآية: 36.
4 ـ عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته» متفق عليه.
5 ـ عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع: عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه (أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
لتكن رحلة حياتنا الوظيفة والتي هي جزء من حياتنا الدنيوية عملا وعبادة، ولنكن مسؤولين قبل ان نساءل ولتكن سنة أداء وإنجاز فيها من المسؤولية والمساءلة كقيمة أصيلة للموظف المسلم.
والله ولي السداد
[email protected]