إننا نعيش الآن مرحلة صعبة اسمها مرحلة القهر، أجل لقد تجاوزنا مراحل الألم وبدأنا نتجرع كؤوس القهر بكل أصنافه وأشكاله فقط لأننا كويتيون، نحن لسنا كويتيين بالتجنيس ولا بالتزوير ولا تربطنا بهذه الأرض رغبات تتفاوت بين الانتقام أو استنزاف الثروة نحن أبناء الشعب الكويتي الذين أحببنا هذه الأرض كما أحبها أجدادنا واجتهدوا لبنائها وتعميرها، أحبوها وأحببناها بترابها الغالي وصحرائها القاحلة وبحرها الكريم، ورثنا هذا العشق ونتمسك به حتى الرمق الأخير، لا أنسى ما حييت أيام الغزو الغاشم عندما علا ولأول مرة من المذياع صوت شارة إعلان نشرة أخبار الساعة الواحدة ظهرا ولأول مرة في حياتي أشاهد دموع المرحوم والدي الصامد ذي الهيبة الكبيرة، هزتنا دموعه بقوة فكان رده كلمتين فقط (هذي الكويت).
أمور غريبة نعيشها وعبث غامض مستمر، ففي وقتنا الحالي توزع الجناسي بسخاء ولا نعرف تحت أي بند يتم تجنيسهم ولماذا؟ تشكيلة غريبة ستدمر هويتنا الكويتية الأصيلة وموروثاتنا الحياتية والأخلاقية والأدبية والفنية، أشخاص ينتقلون بقدرة باراشوتية من المادة السابعة للجنسية إلى الأولى ويتقلدون مناصب مهمة في البلد، ومنهم من يدخل مجلس الأمة ويسعى لتعميم الفائدة لمن هم مثله، وآخر أهدافهم بالطبع خدمة الكويت والمحصلة فساد يتبعه فساد، والغريب أنهم ينتقلون من الفقر لمرتبة المليونيرية بسرعه قياسية ولا أعلم من أين حصلوا على مصباح علاء الدين.
أحلام يقظة مزعجة لتردي الأوضاع على مختلف الأصعدة، اعتداءات متتالية على الدستور من بعض أعضاء المجلس ومطالبات بتنقيح الدستور ليتم تفصيله حسب مقاس المتجنسين والمرتشين مع ضعف تام من أعضاء السلطة التنفيذية وكأن البلد يفتقر لخبراء بالدستور يفقهون الردود الواعية والمقنعة، هجوم متزايد على السلطة القضائية وصفقات سياسية مؤلمة تنخر السوس في جسد وطن يئن، مسح على رأس غير المستحقين وحديث حول إعادة الجناسي فقط لتجنب المحاسبة ونستغرب ما الذي يخيفكم من المحاسبة؟ عدا أحاديث السوشيال ميديا المدسوسة والمؤلمة.
من القواعد القتالية ان الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع وهذه هي طريقة أصحاب ياقات التخريب في وطننا أمام ضعف الحكومة وعدم الحزم وحسم الأمور وتزايد مشاعر العجز الحكومي، إن جروح الشعب الكويتي الأصيل كبيرة وهو الذي تمسك بعهده مع السلطة وتمسك بحبه لآل الصباح ورفض الخضوع لغيرهم ولا يتمنى أبدا أن يخضع لغيرهم، إننا بحاجة ماسة لطبيب ماهر يعالج جروحنا وينجح في وقف النزيف وينفث في الجسد الكويتي المتعب الثقة والأمل بالغد.
٭ طالت وتشمخت: هل صحيح ما قيل عن قيام نائب بالتوسط لحرامية من جنسية عربية روعوا أمن كويتيين في عقر دارهم، وكأن انتخابه كعضو في المجلس كان للوافدين وليس لخدمة أبناء البلد؟ في حال التأكد من صحة ما ورد على مسامعنا يتوجب المجاهرة باسم النائب وغيره من المستهترين بالمواطنين الشرفاء ليأخذوا حقهم من العقوبة من قبل السلطات الحكومية ومن الشعب.
٭ احترامنا للديانات الأخرى وأعيادهم لا يعني أبدا أن نترك الحبل على الغارب ليقوموا بترك مخلفاتهم والنفايات على الأرصفة وفي الحدائق ومقابل البحر، وكأن الكويت الجميلة هي سلة مهملات لهم، أين دور شرطة البيئة وموظفي البلدية؟ وهل الرقابة اقتصرت على مخالفة الكويتيين في البر وغيره؟
اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.
[email protected]