الشعب الكويتي بحاجة الآن لنافذة أمل تعطيه بصيصا من نور الطمأنينة والثقة اليقينية بالمستقبل، لا أعني بكلامي أننا وصلنا لليأس المريض، معاذ الله، ولكنه الخوف الذي تغلغل في نفوسنا وسط ضجيج الصراخ النيابي والأخبار السيئة والمحبطة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية ومسلسل الفساد والتجنيس العشوائي.
الشخصية الكويتية الأصيلة هي شخصية متفائلة بصمت وهدوء لا يعرفها إلا من عاشرها، شخصية مؤمنة بقضاء الله، صابرة ولكنها تملك رؤية جميلة لذاتها ولوطنها، هذه الشخصية للأسف تعيش في وقتنا هذا أسوأ مراحلها ولأول مرة في تاريخها يشعر الشعب الكويتي بالاضطهاد والظلم وممن يفترض أن يكونوا هم صمام الأمان والرخاء لهم.
فالحكومة لم تعد قادرة على تبني او تنفيذ برامج التنمية المطلوبة بدقة واحترافية لأن معايير اختيار الوزراء تراجعت بشدة وبدلا من أن يكونوا هم أداة رقي الدولة وأحد مراكز قوتها وخط الدفاع الحكومي المباشر، أصبحوا يشكلون عبئا حقيقيا على الحكومة فالمخلصون والمنجزون منهم يحاربون وسط ضعف الأداء الحكومي فيتركون الوزارة حفاظا على ما تبقى من صحتهم ليظهر لنا الوزير المحلل والوزير المتشدق بإنجازات وهمية ووزير البرستيج الاجتماعي والوجاهة والظهور الاعلامي، وتتراجع معها معايير اختيار المراكز القيادية وتتزايد الواسطات ويستفحل الفساد من دون محاسبة وهكذا يصبح ظهر الحكومة مكشوفا للجميع وتتضاءل هيبتها للأسف.
أما مجلسنا الموقر ففيلم ألف ليلة وليلة، فلقد أصبح النواب يبحثون عن النجومية بالاندفاع المتهور للمعارضة واستخدام ألفاظ قاسية ضد الحكومة ودغدغة أحلام المواطنين، وبعضهم يحركه حقد دفين ضد الكويت فيسعى لتعطيل أي نشاط تنموي وتهويل الأمور لتصفية حسابات شخصية فقط فتزايدت العداوات السياسية.
بعض الإحصائيات تقول إن في الكويت 125 ألف مليونير وعليهم بالعافية، ولكن هذا الثراء ما مصادره؟ هل ثمرة عمل وانتاج أم نتيجة للفساد وعدم المحاسبة مما أدى لظهور فئة أثرياء الصدفة؟ وفي المقابل نجد تزايد عدد المطلوبين للأمن والمسجونين لعدم قدرتهم على تسديد قروض البنوك والشركات، عدا الأمراض النفسية والاجتماعية والتي طفحت للسطح بشكل محزن.
هناك خلل حقيقي في المفاهيم السياسية والبرلمانية والمعيشية أثرت على العقلية الكويتية وتسببت في ضبابية الرؤية للشباب فتراجعت معها أبجديات الحياة والتي يفترض أن تكون حياة هانئة ومستقرة للشعب، اننا بحاجة ماسة الآن الى قرار سياسي بمساندة العقلاء في البلاد وأضع مليون خط تحت كلمة العقلاء وهم موجودون ولله الحمد وبنقاء وطني حقيقي يحفظ استقرار الوطن وأمنه ويفتح نوافذ الأمل للمستقبل ويدعم أحقية الشعب الكويتي في أرضه.