لا أعتقد أنني الوحيدة في بلدي الصغير التي تريد أن تفهم ماذا يدور حولها ولماذا يدور بهذه الكيفية، صحيح أنني لست بالإنسان السياسي ولكنني متابعة جيدة للأخبار والتحليلات السياسية وأحيانا الاقتصادية سواء المحلية منها أو العربية وحتى العالمية، ومع هذا أكاد أشعر بالعجز من فهم مجريات الأمور في بلدي وكأنها أحجية لم تفك طلاسمها حتى الآن.
وزير المالية المبجل يظهر لنا في كل مرة مرتديا بشته البني ليعطينا ابتسامة «غريبة» ملحقة بأخبار العجز في الميزانية والتلويح بالضرائب والتقشف وما يتبعها من أمور، ثم تتحفنا حكومتنا الغالية وبصحبة الصندوق الكويتي للتنمية بأخبار المساعدات الكويتية العاجلة وبمبالغ خرافية للعديد من الدول الصديقة والرفيقة ومنها دول الواق واق التي لم نسمع بها أبدا، جميل أن تهتم حكومتنا بتعزيز معلوماتنا الجغرافية وتنمية مهارات قراءة خريطة العالم للبحث عن هذه الدول التي نصرف عليها للتنمية، بينما التنمية في بلدنا الكريم عرجاء وحزينة.
ميزانية خيالية ترصد لإصلاح الطرق العليلة والتي اشتكى المجتمع منها حتى دخله الملل، تقدر الميزانية بـ 80 مليون دينار لإصلاح الطرق وإعادة رصفها مع أعمال السفلتة، بالعربي الفصيح هل السفلتة ستكون من ذهب مثلا؟ أم أن المواد التي ستستخدم سيتم جلبها من صخور القمر أو المريخ؟ أم سيتم استقدام سكان الفضاء لإصلاح طرقنا؟! مبالغ خيالية لا يقتنع العقل بها ولا نعلم كيف تمت الموافقة عليها ومن سيحاسب هذه الشركات على التزامها وجودة الإنجاز واتقانه؟
معايير التعيينات في المراكز الحساسة والقيادية تفتقد للمصداقية، نسمع عن تعيينات لأشخاص لا يملكون من المواهب الشخصية ولا الخبرات ولا الكفاءة ما يهيئهم لهذه المراكز، تعيينات براشوتية لمصلحة جماعات أو تيارات متعددة والمصلحة العامة تختبئ وراء الجدار حتى إشعار آخر.
أصبح الفساد هو الهاجس اليومي لأبناء الوطن المخلصين خاصة بعد أن تفاقم الإحباط بين نفوس المواطنين وبالذات فئة الشباب في مقابل عجز الحكومة عن تهدئة روع المواطنين.
ضيعنا خط سير استثمار ثروة البلاد وخيراتها لتحقيق المستقبل الزاهر للوطن والمواطنين، فللحكومة حساباتها التي لا نعرفها، ولكن ثروتنا أصبحت أداة إرضاء لدول لا نعرفها ودول أخرى تستغرب كثرة إرسالنا للمعونات والمساعدات لهم، أما المتنفذون والفاسدون في كل قطاعات الدولة فازدادت أعدادهم وأصبحت لهم فتاوى خاصة لاقتسام الكعكة، فبرز على السطح أثرياء لم نسمع عنهم من قبل ويستحقون بجدارة لقب أثرياء الفساد.
قصص الفساد تعدت المعقول وتنوعت فسمعنا عن الفساد في الوزارات والجنسية والشهادات العلمية وسياسة الإحلال والتكويت و و و و الخ، تعطلت وتأخرت مواضيع وقوانين وتشريعات مهمة وضاع معها المواطن.
انقلب حماسنا وتفاؤلنا بخطة كويت 2035م إلى صدمة ببشارة إنجازات المجلس الأعلى للتخطيط بحملة استخدام السطل بدلا من الهوز، ونجاحهم مع 14 فيلا في منطقة الشهداء، بشارة رائعة تذكرنا بأمجاد أغنية «الطشت قاللى»، و«دقي يا مزيكا».
للأسف لا ندري لماذا يحدث كل هذا لوطننا وللشعب الكويتي أمام نظر وسمع الحكومة؟! ومن يملك الإجابة الحقيقية فليبدد الحيرة التي تتملكنا وله جزيل الشكر.
[email protected]