يعتبر المطار منطقة محايدة للبشر، لذلك تجد الناس يتشابهون في المظهر العملي قدر الإمكان مع الحرص على إنهاء الإجراءات بدقة، وفى إحدى المرات وأنا في مطار الكويت لفت نظري رجل يمشى بخيلاء وكأنه الطاووس وقد شد جذعه الأعلى بامتداد واضح حتى اعتقدت أنه سيسقط على وجهه وقد التصق على يمينه ويساره رجلان خطواتهما تطابق خطواته بشكل لافت للنظر، عندما اقترب عرفته، كان النائب حامل لواء الدفاع عن البدون والناطق باسمهم دائما، يمشي بعجرفة واضحة وعلى يمينه رجل يمسك حقيبة خاصة بالأوراق وعلى يساره رجل آخر يحمل البشت بصورة مسرحية ذكرتني بالقدير عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله وقد ارتسمت على وجوهم ابتسامة نشوة واستعراض غريبة، وطبعا اجتازوا جميع المحطات بدون أي توقف سواء للتفتيش أو غيره، ورحم الله أبناء الكويت الطيبين والوزراء والشخصيات العامة اللطيفة والمتواضعة.
كلما تكاثرت المطالب الغريبة على الكويت وشعبها تجددت رؤيتي الخاصة بأن الكويت أرض لامعة على صغر حجمها، والطامعون بها كثر للأسف يريدون نهب خيراتها حتى يجف ضرعها المعطاء، ولأن الشعب الكويتي الأصيل كريم بطبعه يحب مد يد العون لكل محتاج ويحتوي بطيب نفس كل من يعيش على أرضه. بدأت حناجر من لا حق لهم بالصراخ والنعيق للحصول على مكتسبات ليست لهم بالأصل، إنما هي اعطيات كرم من الكويت وأهلها، وبدأوا باتهامنا بالعنصرية والعجرفة وضحالة معلوماتنا التاريخية وكأنهم يعرفون تاريخنا أكثر منا! وهجوم بكلمات أتعالى عن ذكرها لمجرد الدفاع عن حقوق الكويتيين، ومنطقهم الغريب أن لهم كل الحق بالتهديد والسب ولا حقوق لنا بالرد، أما أبناؤنا المؤيدون لهذه المجموعة فنقول لهم باللهجة العامية: «ركدوا» فهناك خيط رفيع جدا بين الحق والظلم ونحن أصحاب حق في بلدنا.
الحكومة تعلم علم اليقين الأسباب الحقيقية وراء هذه الهجمة الشرسة وأسباب السعي المتكالب لتمرير قانون ظالم ضد الشعب الكويتي ولمصلحة فئة مقيمة بصورة غير قانونية، ولكنهم للأسف تنازلوا عن ممارسة جزء من سيادة الدولة عندما سمحوا بالتجنيس العشوائي وتزايد الفساد وتزوير الجنسية. حان الوقت للمطالبة الشعبية بإغلاق ملف البدون وتطهير قانون الجنسية من التعديلات المشوهة التي أدخلت علينا نوابا لا يفهمون من العمل النيابي إلا الصراخ لمصالحهم الضيقة، مما يؤكد ضرورة استبعاد تدخل مجلس الأمة بهذا الموضوع خاصة بعد أن ارتسمت علامة الاستفهام على العديد من النواب، مما يفرض معه تحصين الجنسية الكويتية بألا يكتسبها إلا الشخص المستحق لها فعلا وحسب القانون، مع المطالبة الحاسمة بتطبيق قانون البصمة الوراثية بدون الالتفات لتهديداتهم، وإعطاء السيد الفاضل صالح الفضالة رئيس الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية الصلاحيات لحل المشكلة بمشاركة لجنة كويتية حقيقية من أبناء الوطن الثقاة.
وحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.
[email protected]