يعاني بلدي الجميل المعطاء من حالة غريبة، فالكل يشتكي من الظلم ويطالب بحقوقه كبعض الوافدين والعمالة المنزلية والمزدوجين والمزورين للجنسية، ناهيك عن المقيمين بصورة غير قانونية، جميعهم يرون أن الظلم واقع عليهم من قبل الحكومة والشعب الكويتي وأن حقوقهم مهدورة أمام الصمت الحكومي ومحاولات التهدئة الغريبة مما جعلهم يرفعون سقف مطالبهم فيطالبون بامتيازات غير منطقية لسحب البساط من تحت أقدام الشعب الكويتي صاحب الحق الأصيل مع السعي الحثيث لاستنزاف موارد البلد وتخريبه، يساعدهم في ذلك اتباعهم لأسلوب الهجوم أفضل وسيلة للدفاع فتميزوا بالهجوم طويل اللسان ومغالطة الحقائق في وسائل التواصل الاجتماعي كالتويتر والواتسآب والفيسبوك وغيرها.
ومما يزيد غرابة الحالة أن هذه المطالبات ما هي إلا نتيجة مباشرة للفساد الذي استشرى في معظم مرافق الدولة في ظل الاستسلام الحكومي المتزايد حتى أمام حالات تزوير الجنسية وتغيير الهوية الوطنية، لتتوج بتقديم قانون الحقوق المدنية والاجتماعية لغير محددي الجنسية وليطل علينا بعض المواطنين من السياسيين وغيرهم من الشخصيات المعروفة في أكثر من مجال بتصريحات مؤلمة سوداء وليكشفوا عن وجوههم القبيحة وتبدأ أصواتهم كفحيح الأفاعي تضرب في الهوية الحقيقية للكويتيين وتنكر وجود حالات التزوير وتسفه مطالبات الإصلاح، ولو نظرنا لحقيقة دفاعهم لوجدناه ينصب في أهداف ذاتية ومصالح شخصية وتنفيس عن أحقاد داخلية ومضاربات سياسية مريضة وعلى الكويت وأهلها وشبابها السلام.
عقلانيتنا ككويتيين لا تعني أبدا رضوخنا لأيام ملونة بالغضب مشحونة بالقلق والتوتر ولا الانصياع لهذه المطالب المستفزة ولا لآراء سياسيين لم يعودوا يمثلون الشعب بل يمثلون أنفسهم العليلة، نحن أصحاب الأرض وأهلها، نحن لسنا كما وصفنا بعضهم بالمهاجرين القدماء بل نحن أحفاد من بنى هذا الوطن من العدم، هؤلاء هم أجدادنا حضر وبدو سنة وشيعة أصحاب النهمة البحرية واليامال والتي رسمت بمداد القلوب والصبر على شظف الحياة وقسوتها الوطن الذي نعيش في ظلاله وشكلوا موروثنا الاجتماعي والثقافي، نحن أحفاد من عاصر الطاعون والهدامة وبنى السور، من خاضوا موقعة الرقة وغيرها، نحن أبناء وأحفاد من حفظوا الكويت بكل الظروف وبنوا اسمها المزخرف بالذهب الأسود.
أهل الكويت هم أصحاب الحق الأصيل في وطنهم وهم أصحاب الصوت الذي يجب أن يسمع الآن، صحيح أننا لا نتفاهم بأسلوب الخديعة ولا بألفاظ السباب التي يمارسها المزورون وأتباعهم مدعو المظلومية، لكننا نجيد الدفاع عن أنفسنا وعن وطننا، لقد حان الوقت لإغلاق ملف البدون ومعالجة قضية التزوير في الجنسية والتلاعب في الهوية الوطنية.
نحتاج الآن لمجلس عقلاء ليست لديهم أجندات خاصة غير حماية الكويت ولحمتها الوطنية وتحقيق رفعتها، نحتاج لمجلس يتابع قضية التجنيس وحالات التلاعب، مجلس يمثل صوت أهل الكويت الحقيقيين ويحميهم، وكمواطنة فإنني أرشح الإخوة أسامة الخشرم ود. عبدالله الطريجي والفريق عبدالفتاح العلي والأخت الفاضلة منيرة عبدالله الغانم كأعضاء في مجلس العقلاء، وحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.
[email protected]