قمت بزيارة قصيرة وسريعة إلى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وواجهتها السياسية والاقتصادية، وقد ساهمت هذه الزيارة رغم قصر فترتها في غربلة الكثير من الأفكار التي حاول البعض نشرها عبر فيديوهات الواتساب ورسائله لتعطي صورة سلبية عن المملكة والتغيرات الحاصلة فيها.
منذ أن بدأت مراحل تنفيذ الرؤية الطموحة للأمير الشاب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان 2030 والسعي الجاد لتحويل المملكة الى قوة استثمارية رائدة، وهناك من يبتغي، عبر معلومات زائفة، إيصال إيحاءات بأن هذا البلد الطيب يشهد تغييرات سريعة في قيم ومبادئ المجتمع المحافظ وانسلاخا عن الهوية الإسلامية التي تحمل المملكة لواءها، خاصة مع وجود الحرمين الشريفين فيها.
منذ وصولي الى مطار الملك خالد الدولي حتى رجوعي الى أرض الوطن وأنا أعيش مرحلة تعريفية جديدة للمجتمع السعودي، التعامل في المطار أصبح أكثر سلاسة مع الحرص على كل ما يحفظ الأمن، ارتفاع معدل حركة السياحة، وقد صرح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحمد الخطيب بأن المملكة أصدرت 350 ألف تأشيرة سياحية آخر ثلاثة أشهر من 2019م.
كما يلمس الزائر انتعاشا حقيقيا في المطارات وحركة سيارات الأجرة والفنادق والأوتيلات والشقق الفندقية مع ازدحام واضح في المجمعات التجارية وازدياد عدد الكافيهات والمطاعم، الشوارع واسعة وحركة المرور انسيابية، العمران بازدياد، تبارك الله، وشعرت خلال إقامتي بأن الرياض تتجه بخطوات ثابتة ومدروسة لتصبح مدينة عالمية، حيث تلتقي عراقة المدينة وتاريخها بالحداثة وتطوراتها.
الشعب السعودي هو مصدر قوة المجتمع، متمسك بعقيدته الإسلامية وأصالته العربية يواكب التغييرات دون الإخلال بعراقته، الصورة الأسرية الجميلة موجودة بوضوح في كل مكان، المرأة السعودية أصبحت أكثر ثقة بدورها في بناء المجتمع، فأبدعت، ولي علاقات متنوعة مع سعوديات وبأعمار مختلفة، وتعجبني ثقافتهن العالية وقدرتهن على الخوض في مختلف الأحاديث بوعي وفهم وإدراك، ثقافة الاحترام راسخة في المجتمع السعودي، فلم ألاحظ أو أسمع خلال فترة إقامتي أي تصرف أو كلمة تضايقني أو تزعجني، وللأمانة لم أشاهد أي تصرف من أي شخص أو جنسية قد تثير استيائي كما هو حاصل في رسائل الواتساب.
إن المملكة العربية السعودية تسير نحو الأمام لتحقيق تطور ونمو ثقافي واقتصادي سيساهم في تحول حضاري واجتماعي واقتصادي طموح، فحركة السعودة نجحت بتخفيض نسبة البطالة في المجتمع وتوفير فرص عمل للمواطنين وجذب الاستثمار وفي هذا أمان وراحة للمواطنين وفرصة لتحقيق الطموحات على مختلف الأصعدة، ان حيوية المجتمعات ترتكز على الرؤى الواقعية الطموحة وسبل تنفيذها وبما يضمن مستقبلا مزدهرا.
ونحن في الكويت نكن كل الحب للجارة الغالية المملكة العربية السعودية ولأهلنا فيها ويسعدنا ويثلج صدورنا أن نراهم يتقدمون بخطى ثابتة لحياة القرن الواحد والعشرين وبأمان واستقرار.
[email protected]