تعيش الكويت فترة من أصعب الفترات الزمنية في تاريخها المعاصر، حيث يسيطر القلق على الجميع بلا استثناء، فالصورة العامة قاتمة وروح التفاؤل تدنت إلى أقصى درجاتها، والأخبار المحبطة ترد إلى مسامعنا يوميا حتى اختلطت الإشاعة بالحقيقة فلم نعد نميز بينهما، وقصص الفساد تحيطنا من كل جانب لوزراء ونواب وقياديين وموظفين كبارا وصغارا عدا الجهاز الأمنى والذي يوجب عليه حماية الوطن والمواطنين، ذئاب مستعرة في الداخل والخارج كشفت عن أنيابها القذرة ضد الكويت.
الأرض الطيبة المعطاءة الكويت لا تستحق هذا الجحود الصادم من الجميع، فالصراع المحموم لنهب ثروات البلاد أصبح حديث الشارع، والمبالغ بالمليارات ومعها تضاعفت مشاكل هذا البلد الصغير المساحة وبصورة غريبة تثير الدهشة، كل المؤشرات تخبرنا بأن فكرة الدولة المؤقتة والتي سوقتها جهات غربية قد سيطرت على بعض العقول وتشابكت مع دائرة الصراع المحلي على السلطة، وهكذا تتالت حلقات الفساد وتشابكت وبلا أدنى رحمة بالوطن والشعب.
الكويت الدولة الخليجية السباقة دائما للتطوير والتجديد، والمتفردة بالحياة النيابية وبمساحة الحرية مع شعب وفي لوطنه جريء محب للحياة ومتجدد اشتهر بالتجانس رغم تعدد طوائفه، هذه المنارة الخليجية لا تتناسب مع المخططات الظلامية للسيطرة على الخليج، ومن هنا كانت الاستعدادات المسبقة في نشر فكرة الدولة المؤقتة وتركها تترسخ في النفوس الهشة التي لهثت لتأمين نفسها ماديا دون الالتفات للنتائج، ولأن الفساد كالمرض المعدي قد استشرى في مفاصل الدولة جميعها وفي نفس الخط بدأت دورات التنمية البشرية ثم الطاقة والتي تتمحور في حب الذات والتركيز على المصلحة الخاصة والثقة بالنفس والرأي وبلا تحديد للسقف النهائي.
الحالة العامة للمجتمع ولدت وبالتدريج مشاعر الاستياء بين أوساط الشباب مع التذمر وبصوت عال من بيئات العمل الحكومي والخاص ومن تأخر مشاريع التنمية وغيرها، ومع ارتفاع قصص الفساد فقد الشباب الثقة بالمستقبل وبدأنا نشاهد ونسمع عن هجرة الشباب للاستقرار خارج الوطن، ولأن الكويت بلد شاب فمن سيتسلم الوظائف ومن سيقود التنمية ومن سيحمي الوطن عندما يفقد الشباب ثقتهم وحبهم لأرضهم؟!
وكيف سيسير الركب ونحن نعيش عواقب صمت الحكومات السابقة عن العديد من القضايا التي طفحت على السطح والتي لا تريد للبلد دستورا ولا نظاما، وللأسف يغذيها ويقويها تزايد صراع السلطة، ففقدنا قدرتنا على الرؤية السليمة، لكن الحقيقة أن الأرض والشعب شيء واحد، والله المستعان.
[email protected]