بين أروقة الحياة تعيش الكفوف الصالحة التي تأمر بالخير وتدعو له في كل محفل وأينما حلت وارتحلت، وتعيش بين تلك الأروقة كفوف أخرى لا تأمر إلا بشر! ولا تفرح إلا بتفشي الشر بين كل الأرجاء والأجواء، وكم هي خاسرة تلك الكفوف الغارسة لبذور الشر والداعية له، وكم هي رابحة تلك الكفوف الغارسة للخير والداعية له.
والناظر في ديننا الحنيف والمتمعن في تفاصيله المباركة سوف يلمس ويرى مكانة الداعين إلى الخير الرفعية، ومدى سمو موقفهم، وسيرى ويلمس كذلك مكانة الداعين إلى الشر الوضعية، ومدى دنو موقفهم، فالنبي الكريم ﷺ يقول في حديث عظيم رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول به ﷺ: «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه»، وهذا الحديث المبارك يبين لنا أن الكفوف التي تغلق أبواب الشر، وتفتح أبواب الخير، لها النجاح والفوز والربح، وأن الكفوف التي تفتح أبواب الشر وتغلق أبواب الخير لها الخسران والبوار.
أيها الأعزاء، أهدف من ذكر هذا الموضوع إفاقة القلوب، خصوصا ونحن نعيش لحظات انتخاب مجلس جديد يمثل الأمة، أريد إفاقة قلب ذلك الرجل - أو المرأة - الذي لا يسلك طريق الأخيار ويساهم بتفتح أبواب الشر، فلعل قلبه يستفيق، فكل واحد منا عليه أن يكون كالسد المنيع أمام صوت الشر في كل قضية من القضايا، عليه ألا يشارك بإشاعة الشر، فهناك قلوب مع كل أسف تأنس وتفرح بإيقاد نار الشر، وتحزن عندما ترى بوادر ونسائم الخير تهل وتنتشر، وهذه قلوب سيئة للغاية، وبسببها قد يتعرض المجتمع لهزة تفقده توازنه، وتضيع ماضيه وحاضره.
فأنت أيها الرجل السياسي والإعلامي والاقتصادي، أيا كانت مكانتك ومكانك، كن في ضفة الخير عند تعاطيك مع كل قضية منظورة أمامك، وإياك ثم إياك أن تركن لهوى النفس، وتحيد عن طريق الخير، وانظر إلى الماضي، وتفكر به جيدا، وقف عند مصير من ناصر الشر وحارب الخير، وانظر لمصيره كيف كان، وكيف ذكره الناس والزمان، إنه مصير في غاية السوء، وإنه ذكر في غاية السوء، وانظر إلى مصير من كافح من أجل الخير وسد باب الشر، وكيف ذكره الناس والزمان، فقد نال جل الفضائل، لذا كن ذلك الرجل المغلاق للشر، والمفتاح للخير.
قبل الختام: أتمنى أن يقرأ هذه المقالة بشكل موسع كل من ينتوي المشاركة بالتصويت في يوم الانتخابات البرلمانية التي توافق تاريخ (2022/9/29م)، حتى يختار القوي الأمين الذي يقاوم سطوة الشر، وينافح من أجل إفشاء رقعة الخير، فعلى الجميع أن يكونوا مفاتيح للخير ومغاليق للشر، فكل إنسان سوف يحاسب أمام الله على ما تغترفه يمينه، وتذكروا قوله سبحانه:
(وقفوهم إنهم مسئولون).
ختاما: أحببت أن أشارككم هذه الأبيات - النبطية - حول الوجوه الكريمة الداعية للخير، والوجوه اللئيمة الفاقدة لمعنى السماحة والداعية للشر.. فأقول:
بيننا وجه كريم وبيننا وجه فلس
قسمة معروفة عبر العصور مثبته
واحد شوفه مريح ويسعدك لا من جلس
يشرح القلب الحزين وله حروف ملفته
وواحد قربه سموم نابعة مع كل نفس
ينبش الجرح الأليم ويقهرك في كلمته
HaniAlnbhan@