سواء كانت أعواما هجرية أو ميلادية، فهي أعمارنا تمضي، فالعمر لمحات، لذلك كانت هذه المقالة عبارة عن لمحات مختصرة !، وخلال كتابتي عن هذه اللمحات السريعة حول العام الراحل ٢٠٢٢ والعام الذي بدأ ٢٠٢٣ استذكرت القول الحكيم لإمام الزاهدين الحسن البصري، رحمه الله، حيث يقول: «يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك»، لذلك فالعمر مجموعة من الأيام، وكلما مر يوم من العمر ذهب معه بعض الإنسان، لذلك علينا الاستفادة من الوقت بما ينفع ويرفع شأن الإنسان في الدنيا والآخرة.
٭ لمحة: العام الميلادي ٢٠٢٢، هو عام عشنا فيه أحداثا جميلة وأحداثا أليمة، وذهب بعض العمر معه، وسوف تكون اللحظات التي مضت شاهدة لنا أو علينا.
وما دمنا على قيد الحياة مقيدين، فعلينا تصويب ما مضى من أخطاء، والتزود من أبواب الخير.. حتى نلقى الله وهو راض علينا، - نسأل الله بركة الوقت.
٭ لمحة: دخول عام جديد هو إعلان عن عمر مضى، عمر رحل بخيره وشره، ولن يعود أبدا، فمهما حاولنا التراجع للوراء فلن ننجح أو نستطيع.
فالقلوب كانت تحمل الكثير من الأحلام والطموح، وكانت تعمل ليلا ونهارا على تحقيقها، ولكن العام الجديد أتى دون تحقيق ذلك، وما على القلوب إلا التسليم بأمر الله وقسمته.
٭ لمحة: وأنا أستقبل العام الميلادي الجديد ٢٠٢٣ تفكرت في حال تلك القلوب التي عاشت تنافح وتدافع عن أحلامها في عام ٢٠٢٢ الراحل!!
فهل حققت شيئا !؟
هل الفقير حقق غناه؟
هل الموجوع أزاح ألمه؟
هل المهموم اجتث همومه؟
هل المحروم قضى على الحرمان؟
أم أن كل «هواجيس» عام ٢٠٢٢ محمولة على الأكتاف ومصحوبة لعام ٢٠٢٣؟!
٭ لمحة: بفضل من الله استطعت إرغام قلبي على الشعور بالغير، فهو يتألم مع من يتألم، ويفرح مع من يفرح، ومع رحيل عام ٢٠٢٢ يفرح القلب لكل من حقق الطموح المنشود، ويحزن لكل من أخفق في تحقيق طموحه!، فهو يحزن لكل من عاش الحرمان والشتات والألم وتحمل وخزات جراح الزمن! ويأمل الخير للجميع في ٢٠٢٣.
٭ لمحة: نقول للقلوب الموجعة من أحداث عام ٢٠٢٢: اصبروا على آلام الحياة، فكل ألم بعده راحة، فالضيق بعده الفرج، والعسر يلحقه اليسر، فاصبروا واستعينوا بالله، ولا تحزنوا على الحياة كثيرا، فهي دار فناء، فما حققتم فيها فاشكروا الله عليه، وما أوجعكم منها فاصبروا عليه، (وما عند الله خير وأبقى).
٭ لمحة: صدق الإمام الشافعي بقوله:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلاً على الأهوال جلداً
وشيمتك السماحة والوفاء
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
٭ اللمحة الأخيرة: قدمت لكم هذه اللمحات السريعات، متمنيا لي ولكم إقامة سعيدة في الحياة المتبقية، وكلي أمل بعام ٢٠٢٣ أن يكون عام خير وبركة على الجميع، رافقتكم السلامة في رحلة ٢٠٢٣ التي انطلقت، رحلة سعيدة بإذن الله.
[email protected]