الراقصون والراقصات على جراح الناس هم من أخس الناس أخلاقا، وأدناهم منزلة، فهم يستغلون الفرص
«اللا أخلاقية» ويستفيدون من خلالها ليحققوا مصالحهم الشخصية، فلا يوقفهم مبدأ فاضل، ولا تردعهم أخلاق كريمة، حتى عند مسطرة «الحلال والحرام»
لا يتوقفون ولا يتراجعون، فهم يمضون بحسب رغبات النفس الوحشية، من دون أي تفكير أو مراجعة وتمحيص، فكم هم سيئون أولئك الراقصون والراقصات فوق جراح الناس، فهم الذين عرفوا باتخاذهم آلام الناس وحوائجهم الملحة سلالم لهم يصعدون من خلالها ويتعالون ويتعالون ويتعالون.. حتى يصلوا إلى مآربهم وأهدافهم الدنيئة (خيب الله مسعاهم)!
فعلى كل «راقص» و«راقصة»، أن يعلموا أن هذا النهج الأناني والمحتقر لن يجلب لهم إلا الخسران تلو الخسران، وسيجر عليهم المهالك تلو المهالك، والقارئ لصفحات الزمن الطويلة وسجلات التاريخ العريضة والمتمعن في وقائع الأحداث الكثيرة سيرى أن صاحب النية الفاسدة والقلب الأناني الذي جعل الناس كالدروع له حتى يصل إلى مبتغاه، خاسر.. خاسر، وفي آخر المطاف سيقع في شر أعماله، ولن يعيش حياة الهناء الدائم أبدا، وسيظل باله وحاله يتآكلان ويضمحلان من شدة التفكير، ومن شدة تفاقم وسواس النفس المدمر، وهذه سنة الزمن مع كل أناني ومراوغ ومحتال ومنافق!
ونحن نتمتع بالحياة سنرى الكثير والكثير، وفي الحقيقة مع كل مشهد نراه لأمثال هؤلاء المستغلين لجراح الناس يحزن القلب حزنا عميقا بسب انعكاسات صنيعهم الذميم بين أصقاع المجتمع، فهم مدمرون لأمان الأسر، وعابثون باستقرار الوجدان، ومرجفون بالأوطان، فالقلب يحزن بسببهم، والجوارح تتألم، والفكر ينشغل.
النفس تتمنى حياة طاهرة، وخالية إلى حد ما من دنس المدنسين، ولا تستريح هذه النفس وهي ترى الحياة تهوي إلى أسوأ المدارك وأشرها، بسبب تفشي «معادن رخيصة» من البشر بين جنبات الحياة، فالنفس تطمح بكل لحظاتها، وترجو دائما بكل حالاتها، الى أن ترى فضلاء الناس وأخيارهم - أهل المعادن النفيسة - هم الأكثر انتشارا واتساعا بين دروب الحياة، وتتطلع لأن تراهم في مقدمة كل ركب، فهؤلاء الفضلاء من الصعب أن يرى منهم أي استغلال لنفس بشرية بريئة، ومن الصعب أن نرى منهم أي أنانية فتاكة بحق المجتمع.. لذلك ندعو الله أن يكثر من «جنس» الفضلاء، وأن يبيد جنس «اللئام» الراقصين فوق جراح الناس.
٭ ختاما: أتساءل وأقول.. وقلبي يعتصر ألما:
متى تزول الأنا.. وتنتهي دون عنا
فقد طغت وتفاقمت.. وتسورت كل البنا
وقل نور الإيثار.. ولم يرَ له سنا
وتراجع الود وغاب.. من وقائع يومنا؟!
[email protected]