عاش العالم حالة من الذهول والخوف، وحالة من التعاطف والأسى خلال وقوع الزلزال المدمر الذي حل بسورية وتركيا، والذي راح ضحيته آلاف من القتلى والجرحى، وما زالت آثاره وارتداداته قائمة، وهذا حدث عظيم لا نملك معه الا الدعاء لله والرضا بقضاء الله، ومن قلب يعتصر ألما نعزي أسر الضحايا وندعو للأموات بالرحمة والمغفرة وللجرحى بالشفاء العاجل.
وتعالوا معي أخوتي القراء الأعزاء لنتوقف قليلا وقفات بها شيء من التفكر والتساؤل:
«الوقفة الأولى»:
هذه الأحداث العاصفة من زلازل وهزات وغيرها ألا تفيق معها القلوب وتنتبه لحالها؟
فمتى يرجع الظالم عن ظلمه؟
ومتى يرجع المتجاوز عن تجاوزاته؟
ومتى يصحو القلب المريض الراتع بالملذات والمعاصي.. ذاك القلب الذي ظن أن الحياة دائمة وأن له الخلود!
ومتى يستقيم الناس ويكفون عن التمايز والتعالي والفساد..؟!
٭«الوقفة الثانية»: بلا شك أن وراء الزلازل رسائل عظيمة للبشرية، ولعل أبرز تلك الرسائل هي:
٭ أن قوة الله فوق كل قوة.
٭ أن البشر ضعفاء أمام المهيمن العظيم.
٭ أن الدول المتقدمة علميا تقف عاجزة أمام معرفة توقيت الزلازل.
٭ أن الناس مهما بلغوا من العلم فهم أمام علم الله صاغرون.
٭ أن البشر يحتاجون إلى بعض التنبيهات الربانية حتى يراجعوا أنفسهم وصنيع أيديهم.
٭«الوقفة الثالثة»: حين تحل «الكارثة» فهي لا تميز بين غني وفقير، وبين كبير وصغير، وبين صاحب سلطة وإنسان من البسطاء، فهي تحل وتجتث الجميع دون تمييز!
لذلك علينا أخذ الدرس، وأن نعي جيدا أننا جميعنا، وبمختلف أعراقنا ومشاربنا، بشر ضعفاء يجمعنا مصير واحد وأصل واحد وهو «التراب».. فلنرحم بعضنا بعضا، فهذه الأحداث تأتي حتى تقول لنا أزيلوا خبث النفوس وتطهروا من رجس الشيطان.
٭«الوقفة الرابعة»: ونحن نشاهد كارثة الزلازل والهزات، نعود إلى النفس ونقف طويلا، ونتفكر.. ونتفكر..
ونصل إلى حقيقة ثابتة وهي أن الله القاهر قادر على تغيير «ملامح» الأرض بلمح البصر!
فهو قادر على إخفاء أرض وبشر.. وإحياء أرض وبشر.. فالأمر منه وله، والكون يجري بأمره.
فما أعظم قدرته وقوته وسلطانه.. وما أضعفنا معاشر البشر! فهو سبحانه قد يجعل العالي منخفضا، والمنخفض عاليا.. سبحانه وتعالى.
٭«الوقفة الخامسة»: سواء كانت حوادث الأيام حزينة أو مفرحة فعلينا التوجه إلى الله بقلوب راضية حتى نحظى بمعيته سبحانه، لذلك أقول لك أخي القارئ «كن مع الله»، وسترى نور الرحمن ينير حياتك، ويزيل عنك عقبات الزمن وآلامه الموجعة.
وختاما أقول لك:
كن مع الله واجعله دوم غطاك
واطلب الله هو ترى من ينفعك
هو يزيل الضيق لا منه دهاك
والبشر بين المآسي يدفعك
رحمة الله تنقذك من الهلاك
وعن غثى الدنيا ترا هي ترفعك
ولا يغرك وقفة العالم معاك
ما تشوف الخير الا الله معك
ولا يغرك صفقة كفوف وراك
لو تزل بيوم.. كل يصفعك
جابهم شي ملكته في يداك
ولو تردى الحظ محد يبلعك
اعتبر، فكر، وشف هذا وذاك
واعلم ان الله يشوف ويسمعك
عالم خيرك وعالم في خطاك
وشايف قلبك، وضجة مدمعك
[email protected]