نستقبل في هذه الأيام شهر رمضان المبارك شهر التسامح والتصافح والوئام ويطيب لي أولا أن أرفع أسمى التهاني والتبريكات لأميرنا المفدى وولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما، متضرعا إلى الله أن يديم عليهما الصحة والعافية، وأيضا أزف التهاني إلى جميع أبناء الوطن الغالي. وبما أننا نستقبل شهر الخير وهو فرصة للتصافي والتسامح فأرجو وأدعو أبناء كويتنا الأعزاء على قلبي حضرهم وبدوهم، وأخص أعضاء السلطتين الكرام الفضلاء، أدعوهم إلى التصافي والتعاضد لتكملة مسيرة الآباء والأجداد وأن يكونوا صفا واحدا وأن يحرصوا على الوحدة الوطنية، فنحن والحمد لله ننعم بأنعام كثيرة لا حصر لها توجب علينا الشكر والثناء، فنسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان ويحفظ بلدنا وشعبنا ويرعى أميرنا المفدى وولي عهده الأمين من كل سوء إنه مجيب قريب، فأقدم لكم يا أبناء بلدي هذه القصيدة ويعلم الله انها من قلب صادق لا يحاكي إلا رضا الله جل في علاه ومن ثم مصلحة الوطن الغالي، وأرجو منكم أن تتقبلوا مني هذه القصيدة برحابة صدر وبنية نقية وأنتم أهل الخلق النبيل، والله الموفق والهادي، وأقول:
صفوا القلوب تعاونوا يا إخوتي
فالدار لا تبنى بدون صفاء
لا تبنى أوطان بقلب حاقد
فتكاتفوا حيدوا عن الأهواء
كم من نفوس تكتم الأحقاد
حازت من الأحقاد كل فناء
وفي الغير عبرة لكل متفكر
من يتعظ بالغير من الحكماء
كونوا كسد ثابت ومنيع
وتوحدوا في الضر والسراء
كم من عدو ناقم متربص
يتحين الأوقات للضراء
كونوا كقلب واحد متماسك
ولكي نعيش بوحدة ونماء
ونريد أن نرقى بكل ديارنا
ونريدها كاللؤلؤ الوضاء
كانت كويت المجد درا باهيا
وبنورها قد هالت الأضواء
كانت منارة عزة وتميز
محبوبة من شعبها غراء
تبقى بإذن الله يبقى نورها
لا ينطفئ بسواعد الفضلاء
وبها رجال قد حموها بمرها
من أجلها ذادوا بكل فداء
فبمرها وبحلوها نحن لها
درعا حصينا مرهب الأعداء
يا دارنا يا دارنا يا دارنا
يا عزنا يا منبع الكرماء
نحن فداك وما الحياة سواك
أنت لنا كالنسمة الشماء
ونقدم العمر العزيز لأجلها
هي موطن الأحرار والشرفاء
في ذُلّك نحن نذل ونخسر
وفي عزك نرقى إلى العلياء
وبلا الكويت لا نساوي درهما
هي تاجنا البراق في الظلماء
لا نرتضي فعلا يفرق صفنا
وسنغلب الأعداء دون عناء
وسيغلب الأعداءَ صدقُ قلوبنا
وقلوبنا تعلو على البغضاء
وقلوبنا ترنو لكل كبيرة
لا تنحني بمناقع السفهاء
ويحفوها طيب وعطر نافح
متناثر في البحر والصحراء
وورثنا صفو القلب من أجدادنا
بحارة جاؤوا من البيداء
وهم الذين تعانقوا وتعاونوا
وبنوا كويت المجد والنعماء
ما كانوا شتى أو رجال ضغينة
وقلوبهم تخلو من الشحناء
حضر وبدو إخوة وأخلة
لا يتبعون مراتع الجبناء
أهل الكويت وكلهم كأحبة
وعطاؤهم والله خير عطاء
الفرق ليس الفرق أول من أتى
الفرق بذلٌ عامرٌ بولاء
وإياك أن تفخر بفعل جدودك
وافخر بفعل يمينك البيضاء
قدم لدارك ما يزيد سموها
واتبع دروب الخير والنجباء
والحمد لله بلادي مليئة
وغنية برجالها الحكماء
ما دام أهل الرأي لب بلادنا
أنى نعيش بذلة وشقاء
نبقى بإذن الله بالعز الذي
كنا ورثناه من العظماء
نرجو من الرحمن حفظ ديارنا
من كل سوء قادم وبلاء
نرجوه يحمي الأب قائد ركبنا
القائد الحر دواء الداء
ويرعى ولي العهد نواف العطا
نرجوه يجعله من السعداء
فهما لنا حرز يقينا من الأسى
من بعد رب واهب الآلاء
أفضال ربي مالها من منتهى
فهو الكريم وأرحم الرحماء
أنعامه لا نستطيع شكرها
لن نوفها بالحمد والإطراء
أسدى علينا الأمن والإيمان
ما رد قلب يلتهج بدعاء
نرجوه يقبل شكرنا وثناءنا
ويزيل عنا أسوأ الأشياء
هذا وصلّوا على خير الورى
نور البرية سيد الشهداء
[email protected]