فقدنا نحن قبل أهل عمان الأعزاء السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، الذي وافاه الأجل المحتوم في يوم الجمعة ١٠/١/٢٠٢٠ ووري جثمانه الثرى في يوم السبت ١١/١/٢٠٢٠.. نعم فقدناه نحن في الكويت لأنه كان معنا في جل القضايا والتحديات التي مرت بها بلادنا، ولعل أبرز تلك التحديات هو ذاك الغزو الغاشم الذي تعرضت له الكويت.. فقد كان قريبا منا ومن قيادتنا، وله محبة خاصة في وجدان كل الكويت.
رحل السلطان المعظم قابوس بن سعيد ويده نظيفة لم تشارك بأي عمل يجلب للأمة التفكيك والشتات، وخلال مسيرته الحافلة التي تتميز بالفطنة الكبيرة والرأي الرشيد استطاع الراحل أن يجنب بلاده ويلات التفرقة والتشتت وطعنات الحروب، فحافظ على عمان وأهلها بعيدة كل البعد عن أي شر يراد لها،، فعاش لعمان أبا وقائدا ومحبا للجميع، واستمر بهذا المنهج الرشيد مع أشقائه في الدول العربية والإسلامية وكان صديقا وقريبا للجميع.. فهو الرجل الرشيد ذو البصيرة والحكمة الذي جعل من نفسه نقطة التقاء لكل أياد متخاصمة وآراء متفاوتة.. وهذه الصفة «الجامعة» التي تتمسك بـ «لم الشمل» لا تتواجد إلا بالحكماء الذي يضمرون الخير للبشرية كافة.
ختاما.. نعزي والدنا حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - بوفاة أخيه الراحل الكبير سلطان عمان قابوس بن سعيد، ونعزي الشعب العماني الشقيق والقيادة في السلطنة على هذا المصاب الجلل، سائلين الله أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته، وأن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور لمواصلة طريق البناء والازدهار والتطوير.. والحمد لله على كل حال، وإنا لله وإنا إليه راجعون.