ندرك أن يوم 29 يناير، هو تاريخ، يمثل قيمة وطنية لأهل الكويت وهو الذكرى الثالثة عشرة لتولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم.
حفظك الله ورعاك يا والدنا سمو الأمير، في هذه المناسبة الجميلة لابد أن أشير إلى بعض الأحداث السياسية التي مرت بعمل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فمثلا، في العام 1955 تم تعيينه رئيسا لدائرة الشؤون وأبدى اهتمامه بالمشاريع الاجتماعية، وساعد على استقرار العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، وعمل على تنظيم الهجرات الأجنبية التي تدفقت على الكويت بعد استخراج النفط، وقام باستحداث مراكز للفتيات ورعاية الطفولة والأمومة ورعاية الشباب، ومراكز لرعاية الفنون الشعبية، وإنجازات أخرى تتعلق بالقطاع الرياضي.
وبعد استقلال الكويت 1961 تم تشكيل الحكومة الأولى، وتم تعيينه وزيرا للإرشاد والأنباء كما كان عضوا في المجلس التأسيسي الذي كلف بوضع الدستور، وأثناء توليه وزارة الإرشاد ساهم في تطوير الإعلام ووضع آنذاك إدارات رقابية محلية ساهمت في دحض الافتراءات على الكويت أثناء تهديدات الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم وكان لها أثر إيجابي في المنطقة.
وفي العام 1963 تم تعيينه وزيرا للخارجية ورئيسا للجنة الدائمة لمساعدات الخليج، وفي تلك الفترة كان أول من رفع علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد انضمامها بشكل رسمي.
وأشرف سموه آنذاك على مساعدات الكويت للخليج وأنشأت مكتبا لها في دبي للإشراف على الخدمات، وأبرز المساعدات التي ساهم سموه فيها كانت لدولة الإمارات الشقيقة، فأنشأت الكويت 43 مدرسة وعينت 850 معلما وكانت الكويت تدفع رواتبهم وتصرف على الوجبات الغذائية لطلبة المدارس.
وساهم سموه في إنهاء الخلافات التي كانت تحصل بين الدول العربية، ومن الأمثلة عندما بدأت الصدامات في الحدود بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، قام سموه آنذاك بزيارة إلى الدولتين في عام 1972 لحل الأزمة وأثمرت توقيع اتفاقية سلام بينهما، وفي العام 1980 قام سموه بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن أثناء حربهما الإعلامية وانتهت الوساطة باتفاقية سلام.
ولعب سموه في العام 1990 أثناء الغزو العراقي على الكويت دورا بارزا ومهما ساهم في تحرير الكويت، فسموه آنذاك كرس كل علاقاته الدولية لكي تحتل قضية الكويت الصدارة في المجتمع الدولي، وبجهوده الديبلوماسية الناجحة جعل كل العالم يلتفت إلى قضية الكويت حتى أصبحت محل اهتمام كل العالم، وبفضل تلك الجهود تحرك المجتمع الدولي لتحرير الكويت.
ولا يمكن أن نتجاهل دور سموه الأبوي المتسامح لاسيما في الأحداث الأخيرة التي مرت على الكويت بعد صدور مرسوم الصوت الواحد، فتعامل سموه بحكمة وصبر أثناء تلك الفترة العصيبة ساهمت في استقرار الأمن والأمان وإخراج الكويت من تلك الأزمة، فضلا عن حصوله على لقب «قائد إنساني» من قبل الأمم المتحدة نظير خدماته الإنسانية التي غطت العالم.
ولا ننسى حكمته بشأن تعاطيه مع القضية السورية والذي قام بدوره الإنساني بإقامة مؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري، وكانت الكويت سباقة في مساعداتها المالية التي وصلت لأكثر من 500 مليون دولار فضلا عن المساعدات العينية الأخرى، فتناول القضية بكل حكمة ونال إعجاب المنظمات الإنسانية العالمية.
طبعا كل مقتطفات سموه التي ذكرتها والتي لم اذكرها تحمل مبادئ إنسانية، فهو يعشق السلام، ودائما ما يضع نفسه في موقع واسطة الخير بين خلافات الأشقاء العرب، وآخرها الخلاف الخليجي الذي لعب فيه دورا فعالا بعودة العلاقات الخليجية لطبيعتها فضلا عن حكمته التي حفظت الكويت ومنطقة الخليج من ويلات الحروب لاسيما في ظل الحالة الملتهبة التي تمر بها المنطقة.
فمواقف سموه الإنسانية لا تعد ولا تحصى، ولا استطيع تسطير حروفها وحصرها في مقال، وما ذكرته من مواقف هي قليلة بحق سموه الإنسان الذي ساهم في اعتلاء الكويت مكانة دولية مرموقة، فضلا عن بناء الكويت الحديثة التي تتمثل بمشاريع مميزة منها التي رأت النور ومنها مازالت في طور التنفيذ تحت رعاية الديوان الاميري والتي نالت إعجاب الجميع.
[email protected]