سياسة الحكومة في عدم الرد الإعلامي على قضايا وأزمات واجهتها ويمكن ان تواجهها الكويت مستقبلا لم تعد مجدية، فالرد الإعلامي السريع والواضح يمكن ان يوضح موقف الكويت من القضية المثارة وعدم ترك الفرصة للطرف الآخر ان يمارس التشويه وإقناع الآخرين بأن الكويت على خطأ.
فإن الرد الإعلامي المقنع والقوي لا يعني سد الباب امام اللقاء الديبلوماسي والحوار بين الكويت والطرف الآخر لاحتواء موضوع الأزمة او القضية.. وإلا فما فائدة وزارة الاعلام والمكاتب الإعلامية؟!
لذا، يجب ان يكون الرد رسميا من خلال القنوات الإعلامية الرسمية بشأن القضية المثارة.. ولنأخذ أمثلة.. قبل الغزو العراقي أثار صدام هجوما عنيفا على الكويت واتهمها بأنها تبيع النفط رخيصا حتى تجعل أسعار النفط منخفضة جدا وتضر العراق وتخنقه، كما ان الكويت استغلت النفط العراقي طوال حرب العراق مع ايران.. وهذه كلها اكاذيب مكشوفة، فالكويت كانت تنتج قبل الغزو مليونا ونصف مليون برميل فقط، ولا يمكن لهذه الكمية الإضرار بأسعار النفط، ومع هذا صدق البعض أكاذيب صدام ومازال يصدقها، لأن الكويت في ذلك الوقت تعمدت عدم الرد على صدام، وفضلت السكوت بقصد التهدئة، وهذا مسلك لا يجدي نفعا.
واليوم نكرر الخطأ مع الفلبين، فرغم ان في الكويت ربع مليون فلبيني وفلبينية يعيشون بسلام وامان إلا ان السائد اعلاميا في الفلبين وغيرها ان الفلبينيين يموتون في الكويت ويتعرضون إلى انتهاكات حقوقهم!
فهل يمكن ان تشوه سمعة الكويت بحوادث مقابل 250 ألفا يجدون في الكويت مكانا حسنا للعيش؟!
وهل تتهم الكويت بانتهاكات حقوق الانسان في مقابل اكثر من 3 ملايين وافد يتصارعون للبقاء في الكويت وعدم رغبتهم في تركها.. كل هذا لماذا؟
لأن الآلة الإعلامية في الكويت غائبة، وسياسة التهدئة لا تنفع في استمرار تلك الاكاذيب، والسكوت عمن يسيء للكويت جعل أبواب الاساءات تتكاثر، للاسف، لأنهم يعتبرونها ضعيفة وتخضع للضغوطات والابتزاز.. لذا، نتمنى من الحكومة ان تنتهج أسلوبا جديدا بالرد على من ينشر الاكاذيب ضد بلدنا امام العالم حتى لا يستمر هذا التشويه ويضعنا في حالة حرج وضعف امام منظمات حقوق الانسان العالمية.
[email protected]