لا أدري كيف تكونت الصورة السلبية للتواصل الاجتماعي والأسري لدينا عن الغرب!
ربما تكون هذه النظرة غرستها بعض التجارب لنا بعد البقاء في هذه الدول أو ربما من سلبيات ومساوئ الفن الذي عادة ما يقوم بالتركيز على الجوانب السلبية والسيئة في المجتمع مع الإهمال المتعمد أو غير المتعمد للمشرق من جوانب الحياة الاجتماعية.
كنا نظن ان الأسر الغربية تنقطع العلاقات فيها بين الوالدين والأبناء من جهة وبين الاخوة فيما بينهم من جهة اخرى، لكن الظن شيء والواقع أمر مختلف، ربما يتساءل البعض عن الهدف وراء هذا المقال فكل هذا الانجراف لكل ما هو غربي خاصة في النواحي السلبية وبسبب كل ما هو حاصل من قطع صلة رحم وإهمال لأب كسير وأم عاجزة ولما نراه من صور باهتة ومؤلمة في دور الرعاية أو لهذا الكم الهائل من التفكك الأسري وضحايا الطلاق وغيره وتجارب الزواج الثاني وإهمال الأم للأبناء ونكران الأب لأبناء الزوجة الأولى أو الثانية في حالة مزاجية بحتة.
الغرب اليوم يسعى للتواصل الأسري في شتى صوره ليعطي الانطباع الرائع لحالة التواصل تلك منهيا حالة فرضت عليه تدعي انه مجتمع مفكك لا يعطي لارتباط الأسرة أهمية سواء من جانب الأبناء للوالدين أو العكس.
قد تختلف المجتمعات البشرية في طرق التواصل من خلال عادات وأعراف أو من خلال دين، فخروج الابن والابنة من منزل الأسرة لدى الغرب فرضته ما سبق ذكره من عادات لكنه أبدا لا يقطع التواصل مع الأسرة.
كنت ألمس ذلك من خلال تواجدي في دول أوروبية عدة، هناك تواصل ليس بين الأب وأبنائه فقط بل يمتد ليصل الى الجيل السابق.. فعادة ما أرى أسرة كبيرة تخرج في نزهة أو مخيم أو مطعم أو ملاه تتكون من الأبوين والأبناء والجدين سواء من طرف الزوجة أو من طرف الزوج في زمان لم تعد فيه الأسر الكويتية تخرج مع زوجة الابن أو زوج الابنة.
نحن نأخذ القشور كقدوة، نركز على السلبيات متناسين عن تعمد أو ما يشبه التعمد الجوانب الحميدة والراقية ضاربين عرض الحائط بعادات محمودة لعوائل الكويت القديمة وبما حث عليه ديننا الحنيف.. فانفكت أواصر وضاعت علاقات وزاد الانفصال أحيانا بين أصحاب الدم الواحد.
وهؤلاء الذين رموا الأبناء في حضن الخادمة نلمس نقيض هذا في الغرب أبناء من جميع الأعمار والأجناس مترابطين في خروج واحد ونزهة مدروسة وحتى السفرات.. أين الابن الذي يسافر مع والديه اليوم بعد ان يصل الى سن المراهقة؟ وكم عدد الأبناء من الجنسين من يحرص على الزيارات العائلية؟ وكم زوجة تجامل أسرة الزوج في خروج أو زيارة؟ وكم زوج ابنة يسعد الأسرة الجديدة بتواصله؟
علاقات أخذت منحى خطرا وجافا وسلبيا وتفوق الغرب علينا في ذلك كما انمحت صورة الجفاء عن أفراده.