لكثير من الناس هوايات مختلفة، تتفاوت من حيث الأهمية لدى الغير، فقد يراها أحدهم مهمة حين تلامس شغفه، ويراها البعض الآخر هامشية حين لا تلقى هوى في روحه. أنواع متعددة من المواهب، يتمنى البعض أن يحظى بها، ولكنها نعم من الله، لا نملك حصولها، وإن رغبنا في ذلك.
عشق الكتابة حبي في جميع أنواعها، قصص قصيرة، أو رواية، أو ربما تعرج على خواطر أو قصائد، وربما مجرد مقالات صحافية، تظل في صورها المختلفة راحة نفسية وعقلية لي، وهروبا من واقع إن تراوح أحيانا ما بين مريح ومزعج.
أحيانا نسعى للكتابة تحت ضغط العمل، والالتزامات العديدة للفرد، وضيق الوقت، فنسرق اللحظات للجوء الى الكتابة، وتسطير ما سيطر على الفكر، وألح عليه، أحيانا نضع أيا كان من أدوات الكتابة فوق أرجلنا، إن كانت رزمة الورق والقلم أو اللابتوب أو الآيباد، أو أيا كان، نستجدي إلهاما يخرج أفكارا تضج فيها مخيلتنا، فتتعب وترتاح حين ترى النور، تماما كحالة ولادة.
مرات نختلي بأنفسنا، ساعين للتعبير، سرقة فكرة من عقل وذاكرة وتزويقها لدرجة الملل فقط، من أجل الظهور، فتعاندنا تارة، وتستجيب تارة أخرى، بيننا وبين الكتابة غزل مخفي، يتخذ الجهر مرات، ويستحي في مراته الأخرى، وننزعج حين تمر أيام دون كتابة شيء، نشعر بإحباط وجفاف، وكأن العقل توقف به الزمن، فلم يعد يبدع أو يتولد من خلاله شيء، وتلك أقسى اللحظات عند من يسمى بالكتاب.
عندما كتبت قصتي القصيرة «أنا ودراجتي الحمراء»، أردت تخليد مرحلة طفولة مازلت أحن إليها، لكنني لم أتوقع النجاح الذي وصلت إليه تلك القصة بالذات، لدرجة الطلب عليها مرة كفيلم للصغار، ومرة في ملتقى هولندا من قبل لجنة المرأة الهولندية والعربية هناك، وفي لقاءات إذاعية متعددة.
هل تراها لامست هوى عند قارئها؟ كلنا نحن للطفولة، وللدراجة المرتبطة بها تماما كما قال المذيع المبدع بسام الجزاف: «الكتابة، لمن يعشقها، علاج لكثير مما يعتصر الفؤاد في زمن قاس».
[email protected]